شيكاغو - أ ب - عندما توجه كريم شورة الى الطائرة عائداً الى منطقة سكنه بعد حضور مؤتمر قانوني في تاكسون، طُلب منه شيء غريب: ان ينزع حذاءه كي يمرر عبر جهاز الفحص بأشعة إكس. وعندما توجهت خالدة بهويا الى احدى كليات الدراسة العليا في شيكاغو، فُتشت حقيبتها للتأكد من عدم احتوائها على متفجرات وطُلب منها ان تبرز جواز سفرها على رغم انها كانت تسافر في رحلة داخلية. ومنذ عمليات الخطف الارهابية في 11 ايلول سبتمبر شددت اجراءات الامن في المطارات، ويخضع المسافرون الى عمليات تفتيش اكثر عشوائية، وتُقترح اجراءات جديدة للتخلص من الركاب الخطرين. وبينما تقول جماعات مدافعة عن الحقوق المدنية وبعض الجماعات العربية انها لا تلاحظ مؤشرات واسعة النطاق الى ممارسة التمييز وفقاً لمعايير عرقية، يرى بعض المسافرين من اصول شرق اوسطية او آسيوية انهم يواجهون تحقيقات اضافية وعمليات تفتيش غير مبررة بسبب اسمائهم او لون بشرتهم. وقالت بهويا 24 عاماً، وهي تدرس للحصول على الدكتوراه في علم الوراثة في جامعة شيكاغو، "ولدتُ في الولاياتالمتحدة. تُلقّن في هذا البلد بانك بريء حتى يُثبت انك مذنب. لكن اُعتبرت مذنبة حتى برهنت انني بريئة". وعبّرت بهويا، التي تتحدر من بنغلادش، عن اعتقادها بانها اُستهدفت لان بشرتها داكنة وكانت ترتدي غطاء رأس اسلامي اثناء سفرها من بالتيمور الشهر الماضي. ورفض شورة 28 عاماً، وهو مستشار قانوني ل "اللجنة الاميركية العربية لمناهضة التمييز" في واشنطن، ان يعتبر تجربته مثالاً على التمييز وفقاً لمعايير عرقية. ومع ذلك، لم يلاحظ ان أي راكب آخر اوقف او طُلب منه ان ينزع حذاءه بعد اجتياز جهاز كشف المواد المعدنية. وقال شورة، وهو سوري الصل:"كنت رجلاً في اوائل العشرينات، واسافر لوحدي. ربما كان هذا كافياً بالنسبة اليهم. آمل الاّ يكونوا فعلوا ذلك لانهم شاهدوا اسمي على رخصة قيادة السيارات". وقال احمر مسعود 24 عاماً، وهو مستشار تكنولوجيا في شيكاغو، انه كان الشخص الوحيد الذي طلبت منه الشرطة ان يقدم ما يثبت هويته عندما كان واقفاً في طابور في مطار بوسطن. واضاف ان شرطياً اخذ الوثيقة واجرى اتصالاً هاتفياً للتأكد من هويته. وقال مسعود، وهو من اصل باكستاني واصبح مواطنآً اميركياً هذا الصيف: "يغضبني حقاً ان تحدث اشياء كهذه". والاحتجاج على وجود تمييز عنصري عند السفر بالطائرة ليس جديداً. واشار مسؤولون الى ان 165 شكوى ضد التمييز قدمت الى السلطات الفيدرالية منذ 1997، والكثير من هذه الشكاوى كان مصدره اشخاص من اصول عربية. واعتبر البعض ان ذلك يماثل شكاوى بعض سائقي السيارات من السود من معاملة الشرطة لهم بسبب انتمائهم العرقي. وجاءت الشكاوى في اعقاب تطبيق برنامج الحكومة الفيدرالية في 1997 يدعى "نظام التدقيق المسبق للمسافرين بمساعدة الكومبيوتر" "كابس"، وهو يخزن معلومات عن تنقلات المسافرين في نظام حجز الرحلات الجوية، ويقوم بالاستناد على معايير سرية بوقف الاشخاص الذين يمكن ان يشكلوا خطراً امنياً. وتخضع أمتعتهم الى الفحص بواسطة جهاز لكشف المتفجرات، وفي حال عدم العثور على متفجرات يجري التأكد من ان الامتعة عا دئة اليهم بالفعل. وبالاضافة الى ذلك، يتم اختيار مسافرين بشكل عشوائي ويخضعون لهذه الاجراءات الامنية. وقال بول تيكموتو، الناطق باسم ادارة الملاحة الجوية الفيدرالية، ان عدد المسافرين الذين اُختيروا عشوائياً للتفتيش بموجب هذا النظام ارتفع بشكل كبير. وادعى مايكل واسكوم، الناطق باسم رابطة النقل الجوي، ان نظام "كابس" لا يختار المسافرين بالاستناد على العرق او اللون او الاسم او الانتماء الاتني. وقال انه "يركز الانتباه على انماط السفر اكثر من أي شيء آخر. على سبيل المثال، اذا وصلت الى مطار قبل اقل من 30 دقيقة على اقلاع الطائرة ودفعت ثمن تذكرة سفر في اتجاه واحد، سيطلق هذا على الاكثر اشارة حمراء". وقال واسكوم ان منظمته تريد ان يوسّع البرنامج ليشمل كل المسافرين، بالاضافة الى إدخال معلومات امنية من السلطات الفيدرالية. واضاف ان كثيرين في ادارة الملاحة الجوية يعتقدون ان استخدام البرنامج لكل المسافرين كان يمكن ان يؤدي الى احتجاز بعض خاطفي الطائرات ال 19 المشتبه بهم والتحقيق معهم. وكانت المخاوف بشأن تدقيق هويات ركاب الطائرات برزت في تقرير اصدرته في ايار مايو الماضي لجنة استشارية في متشيغن تابعة للجنة الحقوق المدنية. وتوصل التقرير الى ان العرب الاميركيين والمسلمين "يتم انتقاؤهم على نحو غير متناسب" من قبل نظام "كاس" لان وصفاً ما لملامح الارهابي المفترض ونمط سفره ينطبق عليهم. وفي الشهر التالي اجرت وزارة النقل مسحاً للركاب في مطار "ديترويت ميترو" للتدقيق في ما اذا كانت الاقليات تُستهدف بشكل جائر عند تفتيش الامتعة. واُختير هذا المطار لان المنطقة تمتاز بتمركز كبير للاميركيين العرب والسود. لكن الوزارة علّقت خطة لتوسيع هذا المسح ليشمل مطارات اخرى اثر اعتداءات 11 ايلول سبتمبر.