أ ف ب، رويترز، يو بي آي – اعتقلت السلطات الباكستانية في منطقة كويتا، كبرى مدن إقليم بلوشستان (جنوب غرب) المحاذي للحدود مع إيران وأفغانستان، الفرنسي الجزائري الأصل نعمان مزيش، «القيادي الكبير» المزعوم في تنظيم «القاعدة» والمرتبط بشبكات يشتبه في تخطيطها اعتداءات في أوروبا. وأوضحت مصادر عسكرية باكستانية أن مزيش المولود في باريس عام 1970، اعتقل اثر معلومات أدلى بها يونس الموريتاني، «عضو قيادة أزكان القاعدة المسؤول عن عملياتها الدولية»، والذي أوقفته الاستخبارات الباكستانية بالتعاون مع نظيرتها الأميركية في كويتا أيضاً في الخامس من أيلول (سبتمبر) الماضي. ويعتقد الجيش الباكستاني بأن الزعيم الراحل ل «القاعدة» أسامة بن لادن كلف الموريتاني شن هجمات في استراليا وأوروبا والولايات المتحدة، موضحاً انه «كان يعد لاستهداف المصالح الاقتصادية الأميركية، خصوصاً أنابيب غاز ونفط ومحطات كهربائية وناقلات نفط عبر مهاجمتها بزوارق سريعة محشوة بالمتفجرات تجوب المياه الدولية». ونقل محققون عن الموريتاني، قوله خلال استجوابه إن «مزيش دخل باكستان قادماً من إيران، واعتزم الانتقال إلى أفريقيا بعد ذلك، وهو قيادي في خلية هامبورغ (شمال ألمانيا) التي احتضنت منفذي اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وبينهم زعيمها محمد عطا». وأوضح موقع «ذي لونغ وور جورنال» الأميركي على الإنترنت، المتخصص في شؤون الاستخبارات، أن مزيش تنقل خلال السنوات الأخيرة بين باكستان وأفغانستان وإيران وهامبورغ، حيث كلف تجنيد جهاديين عبر «مسجد القدس» في المدينة الألمانية والذي أغلقته السلطات عام 2010، بحجة تردد متطرفين عليه. لكن مزيش ليس احد قادة «القاعدة» المدرجة أسماؤهم على لوائح مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي)، ووزارة الخزانة الأميركية التي تعرض مكافآت كبيرة مقابل الإدلاء بمعلومات قد تؤدي إلى اعتقالهم. وأوقف مزيش مرات في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، من دون توجيه اتهامات إليه أو اعتقاله. وأعلنت مصادر اخرى مقتله في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار على مناطق القبائل الباكستانية في نيسان (أبريل) 2010.