يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس الخميس أول زيارة رسمية الى المحافظات الصحراوية في سياق جولة شملت مناطق عدة في البلاد. وقالت مصادر مغربية رسمية انه سيزور الداخلة على الساحل الاطلسي شمال الحدود مع موريتانيا، ويتوجه الى العيون لأداء صلاة الجمعة، ثم السمارة المركز الديني للمحافظات الصحراوية في ختام الزيارة. ورأت مصادر ديبلوماسية ان الزيارة تأتي في غضون دعوة مجلس الأمن الدولي المغرب وجبهة بوليساريو، اضافة الى الجزائروموريتانيا، الى الدخول في مفاوضات حول اقتراحات الحل السياسي التي تروم منح المحافظات الصحراوية نوعاً من الحكم الذاتي في نطاق تكريس السيادة المغربية. لكن جبهة بوليساريو التي رفضت الاقتراحات رأت في الزيارة "استفزازاً خطراً قد يؤدي الى تدهور السلام". وطلب محمد عبدالعزيز زعيم الجبهة الى مجلس الأمن الدولي "التدخل باستعجال لالغاء الزيارة" ونقل عنه القول ان بوليساريو "لن تبقى مكتوفة الأيدي الى ما لا نهاية"، في اشارة الى التهديد بمعاودة حمل السلاح، كما حدث العام الماضي إبان عبور رالي باريس - دكارالمحافظات الصحراوية. لكن المسؤولين المغاربة يقولون ان الاقليم الصحراوي جزء من السيادة، ويضم البرلمان المغربي ممثلين عنه في مجلس النواب والغرفة الثانية. وسبق لرئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي ومسؤولين آخرين في الداخلية والخارجية والشؤون الدينية وقطاعات عدة ان زاروا الاقليم بصورة عادية. كما سبق للملك الراحل الحسن الثاني ان زار المحافظات الصحراوية مرتين في مطلع الثمانينات وتفقد عام 1985 الجدار الأمني الذي أقامته القوات المغربية حول المدن الآهلة بالسكان، والذي يمتد آلاف الكيلومترات من جنوب الاقليم بمحاذاة موريتانيا الى شرقه في جانب الحدود المشتركة مع الجزائر. وترك المغرب منطقة عازلة تشمل بضعة كيلومترات فقط، يقول المسؤولون انها ترتدي طابعاً عسكرياً للحؤول دون اختراق الطيران المغربي الأجواء الجزائرية عند اقامة المناورات.