قال شهود ان السلطات المغربية نصبت خياما في ضواحي مدينة السمارة في المحافظات الصحراوية جنوب شرقي تندوف لاستقبال المشاركين في "رالي باريس - داكار"، وان فرقا فولكلورية انتشرت عبر المعابر التي يسلكها السباق اليوم من كولمين الى السمارة لمسافة تقدر بحوالي500 كلم ضمن المرحلة الاخيرة من السباق في الصحراء قبل التوجه الى موريتانيا. واعلن منظمو السباق انهم سيواصلون مراحله كما كان مقررا، مؤكدين انه لا يمر عبر المواقع خارج الجدار الامني. واوضحوا ان المتبارين "يمرون منذ العام 1985 فوق الاراضي المغربية ولا علاقة لهم بالمناطق العازلة خارج الجدار الامني". لكن المظهر الاحتفالي تزامن مع اتخاذ اجراءات امنية طاولت التعبئة العسكرية لمواجهة اي احتمال. ويعتقد بان فرقا عسكرية مغربية قد ترافق المتسابقين لتأمين سلامتهم. في غضون ذلك، تحولت تهديدات "بوليساريو" ازمة مع الاممالمتحدة. واعلن الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في الصحراء ويليام ايغلتون ان تنفيذ التهديدات سيكون "انتهاكا فاضحا" لوقف النار الساري منذ العام 1991. ورأت مصادر ديبلوماسية في صيغة التحذير التي تضمنها بيان الاممالمتحدة ضغطا سياسيا للحؤول دون تصعيد الموقف العسكري، مما يعتبر في حال تنفيذه ضربا لجهود الاممالمتحدة التي بدأت منذ اكثر من عشر سنوات لايجاد تسوية سلمية لنزاع الصحراء. واعربت مصادر ديبلوماسية عن اعتقادها بان التهديدات اعادت نزاع الصحراء الى نقطة الصفر، اقلها ابعاد صيغة الحل الثالث المتداولة في طبعتها القريبة الى منح حكم ذاتي للصحراويين في نطاق سيادة المغرب. وتوقعت المصادر ان يؤثر حال الحذر في مضمون الرد المغربي على طلب الاممالمتحدة تقديم ايضاحات كافية حول ملاءمة الحل المقترح للقوانين الدولية، خصوصا ان تهديدات "بوليساريو" تعني رفض الحوار مع المغرب وصيغة "الحل الثالث" ضمنيا. يذكر انه خلال حرب الصحراء تعرضت منطقة السمارة التي سيعبرها السباق الى هجمات "بوليساريو" بسبب قربها من تندوف. وكانت قوات الجبهة اتخذت من المناطق العازلة في بئرلحلو وتيفرتيتي شمال شرقي السمارة مواقع للتحصين، الا ان قربها من الجدار الامني وتعرضها وقتذاك لقصف الجيش المغربي حتم معاودة انتشار مقاتلي الجبهة في ضواحي تندوف حيث توجد مناطق عسكرية عدة. واسفرت معارك نفذتها القوات المغربية في جبال الوارغزيز والمناطق المحيطة بها شمال السمارة عن مزيد من القتلى في مواجهات التحم فيها الطرفان جنبا الى جنب بحكم تضاريسها الوعرة. الا انه منذ سريان وقف النار لم يحدث اي انتهاك. وافادت تقارير الاممالمتحدة ان المغرب و"بوليساريو" اجريا مناورات بالدخيرة الحية مرات عدة. ويعتقد بان بيان الاممالمتحدة جاء عقب التأكد من استعدادات "بوليساريو" لشن هجمات، خصوصا ان مراقبين عسكريين ينتشرون في الحدود الفاصلة بين الطرفين. الى ذلك، وصفت صحيفة "العلم" الاستقلال تهديدات "بوليساريو" بانها "تلويح جزائري بالعدوان". وكتبت ان التهديد بحمل السلاح "ليس قرارا مستقلا"، وانما جاء "بايعاز من الجزائر التي جعلت الانفصاليين اداة لمعاكسة حقوق المغرب في وحدة اراضيه". وعزت هذه التطورات الى "عدم اتفاق مراكز القرار الجزائري على مقاربة التطبيع مع المغرب".