اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ان الوضع الاقتصادي الداخلي يتطلب ترشيد الانفاق من جهة ومنع الهدر واعتماد برنامج واضح يقوم على تحديد الأولويات من جهة اخرى، قائلاً: "ان كل ذلك لن يبصر النور ما لم تكن الادارة اللبنانية واعية ومدركة ونزيهة، ويكون المسؤولون الإداريون من الأكفاء وذوي الخبرة ونظافة الكف. ونأمل ان يتحقق هذا من خلال التعيينات الإدارية التي أقرّ مجلس الوزراء آلية لها تشكل اساساً متيناً لإدارة قادرة وفاعلة". وأكد في لقاء مع نقيب المهندسين سمير ضومط وأعضاء مجلس النقابة "ان المرحلة الراهنة تحتم على جميع اللبنانيين تجاوز الماضي والتطلع الى المستقبل من خلال وقفة تضامنية واحدة تمكّن لبنان من مواجهة التحديات المقبلة تماماً كما واجه في السنوات الماضية الكثير من الصعوبات والعقبات واستطاع تذليلها". وقال: "اذا كنا ننعم اليوم بالاستقرار والأمان فذلك يعود الى الخيارات الاستراتيجية التي اخترناها والنهج الواضح الذي اعتمدته الدولة سياسياً وأمنياً بعيداً من التردد والرهانات الخاطئة. في الماضي كانت الدولة تهتز عندما يقع اي حادث مهما كان حجمه، اما اليوم فإن لبنان يعيش في استقرار أمني بفضل تضامن اللبنانيين الذي اصبح مصدر قوة في مواجهة ما يجرى. ومن المهم ان نحافظ على ما تحقق من خلال استكمال بناء دولة المؤسسات التي كانت وستبقى هدفنا ولن نتراجع مهما كانت الصعوبات"، مشدداً على "ان التوافق بين اركان الدولة سيترك انعكاسات ايجابية ولا سيما في معالجة الشأن الاقتصادي". ومنح لحود النقيب ضومط وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور تقديراً لعطاءاته. ونقل رئيس المجلس الاعلى لجمعية خريجي الجامعة الأميركية في بيروت محمد المشنوق عن رئيس الحكومة رفيق الحريري قوله: "ان الوضع الاقتصادي كما هو اليوم يحتاج الى ثلاثة عناصر للنهوض، منها: خفض الانفاق وزيادة التحصيل وخفض المديونية ومنها الخصخصة الى جانب ما يعنيه ذلك من ضرورة اصدار قوانين تواكبها". وسمع المشنوق من الحريري ان "ليس صحيحاً ان هناك رغبة في تغيير طائفة بعض المواقع القيادية الادارية ومنها مثلاً منصب قائد الجيش". ونقل عنه توقعه "ان يكون موسم الصيف المقبل موسماً مزدهراً وأن تحقق الاستثمارات بصورة تدريجية زيادة، خصوصاً ان الواقع في لبنان هو ثابت والقوانين تسعى في اتجاه تسهيل كل عمليات الاستثمار". والتقى الحريري وفداً من حزب الجبهة الوطنية اللبنانية برئاسة ارنست كرم الذي تمنى "ان تبقى الحال السياسية مثلما هي عليه الآن، اي تحصين الوضع السياسي، لا سيما بين المسؤولين". وأكد تجاوز الحزب "الخطاب الطائفي والمذهبي الى الخطاب الوطني"، داعياً الى "اقفال كل الملفات السياسية في هذه المرحلة من اجل فتح الملف الاقتصادي". وتشاور الحريري مع 14 وزيراً استقبلهم كل على حدة في آلية التعيينات الادارية، خصوصاً ما يتصل منها بالإدارات والمؤسسات والمجالس الواقعة تحت وصاية كل منهم. ووصف وزير الاشغال العامة نجيب ميقاتي زيارة الرئيس لحود الأخيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في المختارة ب"الخطوة المميزة في مسيرة تفعيل الحياة السياسية في لبنان والعودة بها الى المنطلقات الوقائية التي طالما جمعت بين العائلات اللبنانية قبل ان تلقي الحرب بثقلها وتقيم حواجز مصطنعة بين اللبنانيين". وقال: "ان الزيارة تعكس رغبة رئيس الجمهورية العميقة في تعزيز التلاقي بين اللبنانيين على اختلاف مواقعهم وقناعاتهم".