شهدت الأوساط اللبنانية عاصفة سياسية، بعد سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، استقالته من رئاسة الحكومة، في خطاب تلفزيوني، اليوم السبت، قال فيه إن «الأجواء السائدة في لبنان شبيهة بالوضع قبيل اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، قائلا "لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة». وقال مكتب الإعلام برئاسة الجمهورية اللبنانية، إن «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري الموجود خارج لبنان وأعلمه باستقالة حكومته». وأفاد المكتب، في بيان، أن «الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليبني على الشيء مقتضاه». في السياق، قرر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قطع زيارته إلى مصر والعودة إلى لبنان لمتابعة تطورات الاستقالة. فيما أعلن تيار المستقبل اللبناني، في بيان صحفي، الذي يرؤسه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، إلغاء الوقفات التي كانت ستنظم في مراكز المنسقيات في المناطق اللبنانية، مساء اليوم السبت تضامنا مع الحريري بعد إعلان استقالته من رئاسة الحكومة. ومن جانبه، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن "لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لاستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري". وأضاف نائب لبناني في كتلة المستقبل النيابية عن دائرة طرابلس محمد كبارة، في تصريح صحفي، أن الرئيس الحريري استعاد زمام مبادرة لبنان العربي إلا أن ممارسات إيران و حزب الله كانت تتطلب قرارا جريئا. وقال النائب عن تيار المستقبل اللبناني سمير الجسر، في تصريح صحفي، إن حكومة الرئيس سعد الحريري أنجزت ما عجزت عنه كل الحكومات التي تعاقبت على حكم البلد منذ 12 عاما، مشيرا إلى أن الحكومة أقرت خلال عشرة أشهر فقط قانونا جديدا للانتخابات وسلسلة الرتب والرواتب والموازنة وتعيين أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي فضلا عن إقرار مشاريع جديدة وتسريع وتيرة العمل في كل المشاريع التي كانت معطلة. من جانبه دعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، في بيان، إلى ضرورة وحدة اللبنانيين بكل طوائفهم وتوجهاتهم السياسية لمواجهة الاستحقاقات الصعبة في هذه الظروف الحساسة والدقيقة والمصيرية من تاريخ لبنان. وطالب بتوحيد الموقف والرؤية حول قانون الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها وإزالة التباين في الرأى لتحقيق هذا الإنجاز خشية الوقوع في التأجيل المرفوض شعبيا ووطنيا. فيما أشاد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان بقرار الحريري، قائلا: «أحيي الرئيس الحريري على موقفه، فكفى أن يكون هناك جيشان» وأكد أنه يجب سحب «حزب الله» من سوريا ووضع استراتيجية دفاعية، «فلا يمكن لدولة أن تبني دولة داخل لبنان». وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط قائلا: «بصراحة فإن لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة. كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران». وأضاف: «مهما كانت الصعوبات فإن التضحية من أجل الحد الأدنى من الوفاق والحوار يجب أن تكون الأساس من أجل لبنان أما حياة المرء فمرهونة بالأقدار».