بيروت - "الحياة" - أعلن رئيس الهيئة السياسية في حزب "القوات اللبنانية" المحظورة الرائد المتقاعد فؤاد مالك سلسلة مواقف تمثل النهج السياسي الجديد ل"القوات" أهمها تأييده "وثيقة الوفاق الوطني" ومضامينها ومواقف رئيس الجمهورية اميل لحود في ما يتعلق بالمقاومة والوجود العسكري السوري في لبنان، على أمل ان يستعيد في ضوئها رخصة العمل السياسي التي سحبت منه منذ العام 1994، عقب تفجير كنيسة "سيدة النجاة" وتوقيف قائد "القوات" سمير جعجع. وجاءت مواقف مالك في مؤتمر صحافي عقده أمس في فندق "ألكسندر" في الأشرفية حضره عدد لافت من القواتيين أبرزهم جورج عبد المسيح وروبير فرح وعادل صقر وريشار جريصاتي وبول فارس وجورج كساب. استهل مالك مؤتمره قائلاً: "اذا مرت "القوات" في مراحل شهدت تخبطاً وضياعاً، فإن ذلك لا يعني على الاطلاق انها زالت من الوجود، بل هي هنا، لتقول انها أحد الاطراف الرئيسة في المعادلة الداخلية، وفي الاجماع الوفاقي الوطني، وان مجرد استعادتها حقوقها الدستورية والقانونية لممارسة دورها السياسي، يشكل دليل عافية على مستوى الوطن". وأكد تمسك "القوات" ب"ما تضمنته وثيقة الوفاق الوطني" وسياسة الرئىس اميل لحود انطلاقاً من خطاب القسم على طريق بناء دولة القانون والمؤسسات، وفي الصراع العربي - الاسرائىلي والعلاقات اللبنانية - السورية، وفي اعتباره ان المقاومة لتحرير الأرض من الاحتلال الاسرائىلي حق مشروع لنا، حتى التوصل الى سلام عادل وشامل بدءاً بالتحرير الكامل لجنوب لبنان مروراً بالانسحاب الاسرائيلي من الجولان السوري وبحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى اراضيهم واقامة دولتهم المستقلة عليها". وتابع: "ان "القوات" تؤكد ضرورة العمل الهادف الى دعم مؤسسة الجيش اللبناني، الضامنة السيادة والاستقلال والقرار الحر، والى بقاء لبنان وصيانة وفاقه ودستوره وحرياته ونظامه الديموقراطي، وتعول على دور أساسي لها في توفير الأمن والحماية للممارسة الديموقراطية، وعلى ضرورة صون استقلال القضاء لأن القضاء الحر يسقط الفساد ويحقق التوفيق بين الحرية والأمن". وأضاف: "وما حرصنا على هذا التوجه الا رغبة صادقة منا في ترسيخ السلم الأهلي من خلال الدفع نحو توسيع أطر الوفاق الوطني واتمام المصالحة الشاملة بطي صفحة الحرب نهائياً، اذ يستعيد قائد "القوات" الدكتور سمير جعجع وسائر الرفاق حريتهم بيننا، ويسترد حزبنا شرعيته القانونية لنكمل نضالنا معاً تحت سقف الدستور والقانون". ثم فتح باب الأسئلة فأكد "عدم وجود صفقة، وعدم وجود اتصالات مع السوريين". وعن الوجود العسكري السوري قال: "ان الرئيس لحود ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري قالا انه شرعي وموقت، ويعود لهما الأمر في هذه المسألة. فقضية الانسحاب السوري ليست المشكلة في الانسحاب أو في الوجود، بل في العلاقات اللبنانية - السورية التي فيها شوائب وهي يجب ان تصحح لمصلحة الشعبين". وشدد على تمسك "القوات" بمواقف البطريرك الماروني نصرالله صفير. وقال: "نحن نحترم آراءه السياسة وننفذها سياسياً بالقدر الممكن تنفيذه". وسئل هل لديكم اتصالات مع دمشق؟ أجاب: "لا. نحن نتواصل مع الرئيس لحود وهو يمثل الدولة في علاقاتها الخارجية". وعن توقيف الدكتور توفيق الهندي قال "لا اريد استباق حكم القضاء، لكن كل متهم بريء حتى ثبوت العكس".