صدق مجلس النواب اللبناني بعد ظهر امس على اقتراح القانون بالعفو عن قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وموقوفي الضنية ومجدل عنجر باجماع النواب الحاضرين الذين وصل عددهم الى مائة نائب.. اعترض نائب واحد هو سليم عون، فيما كان قد انسحب من القاعة فور افتتاح الجلسة التشريعية لإقرار قانون العفو نواب كتلة الوفاء للمقاومة «حزب الله» والنواب أسعد حردان ومروان فارس وأسامة سعد، كما اعترض النائب غازي زعيتر طالباً بأن يشمل العفو ايضاً المطلوبين بجرائم المخدرات. ووصفت الجلسة التي عقدها المجلس النيابي امس بالتاريخية، باعتبار أنها اتسمت في المجال امام اطلاق سراح جعجع الذي يمضي عقوبة بالسجن المؤبد في زنزانة وزارة الدفاع، بتهمة اغتيال الرئيس الراحل رشيد كرامي في حزيران (يونيو) من العام 1987. وكان جعجع قد اعتقل في نيسان (ابريل) من العام 1994 في اعقاب حادثة تفجير كنيسة سيدة النجاة ولكنه برئ منها، وخلال التحقيقات في هذه الجريمة، ظهرت لدى القضاء اللبناني ادلة تثبت تورطه في جريمة اغتيال رشيد كرامي فحكم عليه بالسجن المؤبد، وهو موجود في السجن منذ ذلك التاريخ، اي منذ احد عشر عاماً وشهرين. وقد غاب عن الجلسة التي أقرت العفو، العماد ميشال عون، والنائب وليد جنبلاط، لكن كل النواب الذين حضروها صوتوا بالإجماع على الاقتراح النيابي، ولم تستغرق الجلسة اكثر من ربع ساعة. وأعلن الرئيس نبيه بري انه اذا كانت الاكثرية ترى ان يكون هناك قانون عفوشامل فهو يؤيد ذلك، لكن النائب غازي زعيتر طرح بشمولية هذا القانون، لكن اقتراحه لم يلق الصدى، وثمة معلومات بأن قانون العفو الشامل سيطرح في جلسة لاحقة. وفور الاعلان عن تصديق قانون العفو تجمع عدد من انصار «القوات اللبنانية» خارج مبنى المجلس في ساحة النجمة الذين هتفوا بحياة جعجع.. خرج اليهم نائب «القوات» جورج عدوان وأبلغهم بأنه متوجه الى وزارة الدفاع لينقل النبأ الى الدكتور جعجع. وطلب من جميع المناصرين ان يكون احتفالهم حضارياً وان لا يعمدوا الى اطلاق النار، وان يبتهجوا بشكل سليم وحضاري. وكان قد سبق الجلسة التشريعية جلسة جرى خلالها انتخاب اللجان النيابية. وتوجهت السيدة جعجع اثر انتهاء الجلسة بالشكر الى النواب وللرئيس بري الذي وفى بوعده، مشيرة إلى أن هذا القرار هو تعبير عن طي صفحة الحرب نهائياً والعبور نحو المصالحة الوطنية الحقيقية، كما شكرت الحلفاء في المجلس، معتبرة ان هذا التحالف اثبت انه لم يكن تحالفاً انتخابياً، بل تحالفاً سياسياً، كذلك نوهت بمواقف البطريرك الماروني نصر الله صفير ووصفته بأنه كان صادقاً في مطالبته بخروج «الحكيم» من السجن ووقوفه الى جانب «القوات اللبنانية» منذ العام 1994. وتوجهت ستريدا كذلك الى الرفاق في القوات وقالت من «صبر نال»، داعية الى اخذ العبرة بما حصل، مؤكدة ان الاوطان لا تبنى لا بالحقد ولا بالغبن ولا بالكراهية. واكدت ان جعجع باق في لبنان، وهو اذا كان سيسافر لبضعة أسابيع من اجل اجراء فحوصات طبية. وفي بشري، مسقط رأس جعجع بدأت الاحتفالات فور اقرار قانون العفو وستستمر طيلة هذا الاسبوع .. وجالت سيارات بمكبرات الصوت داعية الشباب الى التزام ضبط النفس والهدوء وعدم اطلاق الرصاص لكن المدينة بالرغم من هذه الدعوات اشتعلت بإطلاق النار من رشاشات حربية ابتهاجاً بإقرار قانون العفو فور الإعلان. وينتظر ان يحال قانون العفو الى رئيس الجمهورية اميل لحود ليقترن بتوقيعه واحالته الى النشر في الجريدة الرسمية. وفور نشر القانون سيعاد الى ابلاغه لمأموري السجن لاطلاق جعجع، وهذه العملية قد تستغرق يومين أو ثلاثة. من جهة ثانية، ثم ظهر أمس الافراج عن صيادي الاسماك التسعة الذين احتجزتهم البحرية السورية في المياه الاقليمية السورية، وسيعودون الى طرابلس بحراً بعد الظهر. وذلك بعد اتصالات اجراها رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة نجيب ميقاتي مع السلطات السورية. ولاحقاً صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: على إثر اتصال اجراه رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بالرئيس السوري الدكتوربشار الاسد سيتم الافراج بعد ظهر اليوم - أمس - عن الصيادين اللبنانيين المحتجزين في سورية، بعدما تبين عدم وجود خلفيات امنية تستوجب احتجازهم.