سجلت المواقف الإيرانية والألمانية تقارباً في وجهات النظر إلى ضرورة مكافحة الإرهاب، وتناقضاً واضحاً في النظرة إلى مفاهيمه وتجسيداته. وبينما وصف الإيرانيون الممارسات الإسرائيلية بأنها إرهاب دولة، دافعت عنها المانيا، مشددة على حق الدولة اليهودية بالبقاء. وجاءت هذه المواقف خلال زيارة وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر طهران حيث استقبله الرئيس محمد خاتمي ورئيس البرلمان مهدي كروبي، إضافة إلى وزير الخارجية كمال خرازي. وللمرة الأولى منذ تفجيرات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، اعتبر خرازي أن "من أهم أسباب ما حصل في الولاياتالمتحدة يعود إلى الوضع المتأزم في الشرق الأوسط"، في إشارة واضحة إلى تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين. وأضاف انه ينبغي طرح حلول لهذه الأزمة، وايجاد حل عادل. وسعى فيشر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع خرازي إلى حجم الخلاف على موضوع إسرائيل، وقال: "نسعى إلى حل تقليل نقاط الخلاف وتأكيد النقاط المشتركة، فألمانيا تعمل لتطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية مع إيران بناء على نظرة ايجابية، أما بالنسبة إلى إسرائيل فإن حقها في الوجود أمر محسوم لدينا، كما اننا نحترم حقوق الشعب الفلسطيني". وحرص الصحافيون الإيرانيون على إثارة عمليات اغتيال إسرائيل قادة فلسطينيين، فكرر الوزير الألماني كلامه على خلاف في وجهتي النظر الإيرانية والألمانية في هذا الموضوع، لكنه أضاف ان بلاده تدين الإرهاب وتدعم "حق إسرائيل في البقاء"، مشدداً على أن إيران "يمكن أن تلعب دوراً أنشط في قضية الشرق الأوسط". ويقصد الأوروبيون في حديثهم عن المساعدة الإيرانية، أن تمارس طهران ضغوطاً على "حزب الله" والفصائل الفلسطينية المعارضة. وبرز الخلاف الثاني في النظرة إلى الغارات الأميركية على أفغانستان، إذ أكد فيشر دعم بلاده الحملة و"رفضها ما تعرضت له الولاياتالمتحدة". أما خرازي فرفض العمل العسكري الأميركي والمواقف الداعمة له في أوروبا، معتبراً أن مكافحة الإرهاب ينبغي أن تكون ضمن خطة شاملة، وأن القوة هي جزء من هذه الخطة. ورأى أن "العمليات العسكرية وحدها غير مجدية". وعن المستقبل الأفغاني شددت طهران على دور أساسي للأمم المتحدة، فيما أكدت برلين على تشكيل حكومة تحظى بدعم الشعب والأسرة الدولية. إلى ذلك، أكد الجانبان المضي في تطوير علاقاتهما، ويسعى معظم دول الاتحاد الأوروبي إلى استغلال الأزمة الراهنة لتوثيق علاقاته مع إيران، في ظل مخاوف أوروبية "صامتة" من استئثار واشنطن برسم مستقبل آسيا الوسطى. واتفقت إيران وروسيا على ضرورة "ان تشرف الأممالمتحدة على أي حل سياسي في أفغانستان". وأكد خرازي ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أن الأزمة "تطاول الدول المجاورة"، ولذلك يعتبران أن الحكومة الأفغانية المقبلة ينبغي أن تضم كل الأطراف، وأن تعكس إرادة الشعب". واعتبر الوزيران أن "أي حل سياسي ينبغي أن يتم تحت اشراف الأممالمتحدة". ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمانوف والرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني الاثنين في دوشانبه اعلاناً مشتركاً، أكدوا فيه دعمهم تحالف الشمال". وكان ايفانوف ورئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ميرسيا جيوانا أعربا الثلثاء عن تأييدهما تشكيل حكومة أفغانية تتمثل فيها كل اثنيات البلاد. وطالب الرئيس الإيراني محمد خاتمي الأحد في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، تنظيم انتخابات حرة وتشكيل حكومة ائتلاف في أفغانستان.