طهران - أ ف ب - بعد تحذير الرئيس الايراني محمد خاتمي من أن الضربات العسكرية الأميركية لأفغانستان قد تسيء الى حملة مكافحة الارهاب، اتهم المحافظون أميركا واسرائيل ب"الارهاب"، ودانوا حضارة الغرب وثقافته. وبثت اذاعة طهران أمس ان وزير الخارجية كمال خرازي حذر في اتصالين هاتفيين مع نظيره البلجيكي لوي ميشال والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ليل الخميس، من هوة بين الغرب والعالم الاسلامي، بسبب الضربات الأميركية. وقال: "اذا كان على العالم بأسره ان يتعاون في مكافحة الارهاب، يجدر تفادي أي مبادرة تؤدي الى هوة بين العالم الاسلامي والغرب". وكان خاتمي ذكر أمام مجموعة من الديبلوماسيين ان "العمليات الواسعة التي تنفذها أميركا، يمكن أن تحرف حملة مكافحة الارهاب عن طريقها". وزاد: "نسمع أصواتاً من الولاياتالمتحدةوافغانستان، متناقضة في الظاهر لكنها وجهان لعملة واحدة. صوت يقول ان من ليس مع الولاياتالمتحدة هو ارهابي، والصوت الآخر يقول ان من لا يؤيد تحركاتنا هو ضد الاسلام ومع الولاياتالمتحدة". ونبه الى أن "الشعب الأفغاني كان مظلوماً دائماً، والآن بات هدفاً للقنابل والصواريخ. ان الأحكام المتغطرسة هي مصدر العنف، والارهاب والحرب، في وقت يحتاج العالم الى العدل والسلام. الشعب الأميركي كان ضحية جرائم ارهابية لكن شعب افغانستان البريء كان ضحية قمعين: قمع القادة الجهلة والقمع الذي تمارسه الولاياتالمتحدة اليوم". وشدد على أن "الفقر والتمييز والترهيب هي أسباب ظاهرة الارهاب". "دولة لقيطة" وأمس اتهم رجل دين ايراني محافظ رفيع المستوى اميركا واسرائيل ب"الارهاب"، ورأى ان الفرق الوحيد بينهما هو ان الدولة العبرية "لقيطة". وقال محمد امامي كاشاني الذي أمّ صلاة الجمعة في جامعة طهران: "الارهاب يعني توليد الرعب. ومن أنشأ الرعب؟ الولاياتالمتحدة عبر السياسة التي تتبعها في العالم ودعمها الصهاينة. والفرق بين الحكومتين الأميركية والاسرائيلية هو أن النظام الاسرائيلي ليس ارهابياً فحسب بل لقيط ايضاً". ولفت الى أن "حكومة الولاياتالمتحدة شرعية، اختارها الشعب، لكنها ارهابية، والارهابي لا يستطيع اقتلاع الارهاب بل يعجز الا عن تشجيعه". ودان "الحضارة والثقافة الغربيتين"، محذراً من ان هدف الدول الغربية هو "تدمير بلادنا ونظامنا الاسلامي". وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني حذر واشنطن من السعي الى تطويق ايران. وقال : "اذا خيل للاميركيين انهم قادرون على الدخول بشكل كامل الى اسيا الوسطى وتعزيز ضغوطهم علينا عبر تطويق ايران ولبنان والفلسطينيين فعليهم ان يدركوا ان الازمة ستصبح اعمق واطول. وفي هذه الحالة سيتراجع الامن في الولاياتالمتحدة واوروبا وسيتفاقم الوضع بشكل عام". ورأي أن نشر التجهيزات العسكرية الشديدة التطور في المنطقة "دليل على أن اميركا اعدت خطة دقيقة لتوسيع الازمة الى بقية المنطقة".