في أول رد فعل لبناني على اللائحة التي وزعها مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف بي آي، وتضمنت اسماء ثلاثة مطلوبين لبنانيين عماد مغنية وحسن عز الدين وعلي عطوي بتهمة تنفيذ عمليات ارهابية ضد اميركيين ومؤسسات اميركية، اعتبر مسؤول لبناني ان استحضار هذه اللائحة يأتي في سياق "ممارسة ضغط على لبنان"، لأغراض سياسية تتجاوز الرد الاميركي على افغانستان الى تحضير الاجواء للمرحلة الثانية المتعلقة بأزمة الشرق الاوسط. وقال المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، ل"الحياة" ان لبنان "لم يفاجأ بإعلان اللائحة، لكننا نعتبر انفسنا غير معنيين او مستهدفين من خلال الرد العسكري الاميركي على افغانستان". وأعرب عن أمله بأن يكون ادراج اسماء اللبنانيين "من باب رفع العتب بهدف استرضاء الرأي العام الأميركي، خصوصاً أن مغنية تردد اسمه منذ سنوات في اللوائح الأميركية، بالتالي لا يمكن تجاهله. أما اذا كان الهدف تحضير الأجواء للدخول في مشكلة مع لبنان، فلن نكون وحدنا في المواجهة، ما دام هناك اجماع عربي واسلامي تجلى في القرارات الصادرة عن وزراء خارجية الدول الاسلامية، بوجوب التمييز بين المقاومة والارهاب". وأكد أن "لا مصلحة لواشنطن في الاصرار على ملاحقة الأسماء، لأن ذلك سيؤدي الى زعزعة الاجماع المؤيد لمكافحة الارهاب، وبالتالي لا مصلحة للرئيس جورج بوش في منع صمود الحلف العربي والغربي". ودعا واشنطن الى "العودة بالذاكرة الى الحوادث التي استهدفتها في لبنان، فهل تنسى الأسباب التي أدت الى ارتفاع وتيرة العداء لسياستها اثناء الاجتياح الاسرائيلي في 1982 يوم ارسلت قواتها لدعم النظام، ودعم توقيعه مع اسرائيل على اتفاق منفرد؟". اتفاق 17 أيار/ مايو. واعتبر أن "لا مصلحة لواشنطن في محاسبة بعض اللبنانيين على تصرفات قاموا بها احتجاجاً على السياسة الاميركية، بدلاً من حصر المحاسبة في المستقبل، شرط ان تبدل واشنطن تعاطيها مع أزمة الشرق الاوسط". ولم يستبعد "ان يكون هدف فتح ملفات الماضي، حض الدول العربية والاسلامية على تدابير لحماية المصالح الاميركية، خوفاً من تعرضها الى الخطر، كرد على الحرب ضد افغانستان، علماً ان لبنان كان من أوائل الدول التي نددت بالهجمات في نيويوركوواشنطن. وهناك هجمات استهدفت الاميركيين في لبنان سابقاً، وليس هناك ما يجزم بأنها تزامنت مع ولادة حزب الله، فضلاً عن ان الحزب بسياسته الحالية غير الحزب بسياسته التي اتبعها اثناء انطلاقته". كما ابدى خشيته من ان يكون الهدف الضغط على الحزب لوقف عملياته في مزارع شبعا المحتلة.