تشهد السعودية نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً، وزار الرياض وزيرا الخارجية الاسباني خوسيه بيكيه، والالماني يوشكا فيشر الذي استقبله امس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بعدما اجرى محادثات مع الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي. واعلن فيشر عقب المحادثات انها تناولت "سبل الحل السياسي لمرحلة مابعد طالبان في افغانستان" و"النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين". ومن المقرر ان يزور وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين والمفوض الاوروبي خافيير سولانا السعودية الاسبوع المقبل. وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية ان الدول الاوروبية المعنية بالبحث عن حلول سياسية لمشاكل المنطقة، سواء في افغانستان او في الشرق الاوسط، تنشط بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة، خصوصاً مع المعتدلين في الادارة الاميركية. وقالت المصادر نفسها ان أوروبا مقتنعة بأن مكافحة الارهاب والقضاء على مسبباته لا يتم بالحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد افغانستان حالياً، بل يتحتاج الى حلول سياسية للمشاكل القائمة في المنطقة: في افغانستان عن طريق المصالحة بين الفصائل والتنظيمات المتنازعة لتشكيل حكومة وطنية تقبل بها الدول المجاورة، وفي الشرق الاوسط بوقف العنف في الاراضي الفلسطينية وتطبيق تقرير ميتشل. واكد هذا الكلام - وفق مصادر المانية - وزير الخارجية فيشر خلال لقائه ولي العهد السعودي الذي طالب الدول الاوروبية بالتدخل لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين وسحب الجيش فوراً من المدن والقرى الفلسطينية وفك الحصار عنها قبل مطالبة الفلسطينيين بتهدئة الاوضاع. وقال الأمير عبدالله "ان الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين التي نراها كل يوم لا يمكن ان يقبلها او يرضى بها احد في العالم فما بالكم بالفلسطينيين. إن المطلوب من الاصدقاء واولهم الاوروبيون ان يوقفوا ما يجري لان هذا من مصلحتهم ومن مصلحة المجتمع الدولي وليس من صالح عملية السلام في الشرق الاوسط فقط. الفلسطينيون قبلوا بكل الاتفاقات وبتنفيذ بنود تقرير ميتشل ولكن الحكومة الاسرائيلية هي التي تريد افشال كل شيء". وصرح وزير الخارجية الالماني عقب محادثاته انه يجب "العمل لعودة الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى طاولة المفاوضات عبر تطبيق خطة ميتشل التي تقضي بوقف تام للعنف واتخاذ اجراءات لاعادة الثقة بعد فترة هدوء لا سيما تجميد الاستيطان الاسرائيلي استعداداً لاستئناف مفاوضات السلام". وقال فيشر انه ناقش اقتراحات لحل سياسي في افغانستان لمرحلة ما بعد "طالبان"، وهي مرحلة يرى الأوروبيون انها انتقالية تساندها الاممالمتحدة، ويضطلع الملك السابق محمد ظاهر شاه اللاجئ في روما ب"دور مهم" فيها. ويصل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الى الرياض السبت المقبل في زيارة عمل سريعة، وصرح السفير الفرنسي لدى السعودية برنارد بوليتي ل"الحياة" ان المحادثات الفرنسية - السعودية "ستتناول الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ومستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط وتطورات الأزمة الافغانية والجهود الدولية لمكافحة الارهاب".