} أعرب الاتحاد الأوروبي عن الرغبة في لعب دور لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، لكنه ينتظر موافقة اسرائيل على ذلك، ولن يكتفي بالدعوة العربية. وكان وزراء الخارجية العرب الذين شاركوا في "مؤتمر الشراكة المتوسطية" في مرسيليا اتهموا الأوروبيين، بالاكتفاء بلعب دور المتفرج، فيما تتطلب الظروف الحالية تحركاً قوياً لوقف التدهور الحاصل في الشرق الأوسط، واتهموهم باتخاذ "موقف غير اخلاقي". مرسيليا فرنسا - أ ف ب، رويترز - ضاعفت الدول العربية انتقاداتها للموقف الاوروبي من النزاع في الشرق الاوسط الذي اعتبرته "غير مقبول وغير اخلاقي" خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة في الاراضي الفلسطينية. فيما أعلن الأوروبيون عن رغبتهم في لعب دور أكبر في الشرق الأوسط، لكن الأمر يتطلب موافقة الاسرائيليين والفلسطينيين، والدعوة لم تأتهم الا من الجانب العربي، فضلاً عن انهم لا يمكن ان يحلوا محل الولاياتالمتحدة. وقال ديبلوماسي عربي ان الوزراء العرب اعربوا علنا خلال اجتماعات مرسيليا عن الاسف لتراجع الدور الاوروبي ورفض الدول ال15 اصدار موقف واضح من موجة العنف الاخيرة التي ضربت الاراضي الفلسطينية وأودت بحياة 231 شخصا غالبيتهم الساحقة من الفلسطينيين. ووصف وزير الخارجية المصري عمرو موسى خلال افتتاح اعمال المؤتمر الرابع الاوروبي - المتوسطي في مرسيليا مساء الاربعاء الموقف الاوروبي ب"غير الاخلاقي" ودعا الدول الاوروبية الى اعتماد "مواقف اكثر قوة واكثر وضوحا من عملية السلام تتمشى مع روح برشلونة". واعتبر الوزير المصري ان سورية ولبنان "رفضتا المشاركة للتعبير عن غضبهما" مضيفا "نحن نتفهم موقفهما ونشاطرهما الغضب نفسه ويجب ان تكون هذه الرسالة قد وصلت الى الاوروبيين". وعقد موسى ظهر أمس الخميس اجتماعا مع نظيره الاسرائيلي شلومو بن عامي. كما اعرب وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث عن الاسف لان الاتحاد الاوروبي لم يعتمد "موقفاً شجاعاً لمواجهة العدوان الاسرائيلي". والمعروف ان الفلسطينيين يطالبون مدعومين من الدول العربية بنشر قوة حماية دولية وكرر وزير الخارجية الاسرائيلي رفضه له. وقال مسؤول في الجامعة العربية يشارك في اعمال مؤتمر مرسيليا "ان الرسالة التي يحملها العرب الى مرسيليا هي ان ما يحصل غير مقبول وان الاوروبيين لن يكونوا قادرين على قلب الوقائع عبر القول ان الاسرائيليين والفلسطينيين مسؤولون معا عن اعمال العنف". واضاف هذا الديبلوماسي منتقدا اعلان الاتحاد الاوروبي الاخير الذي صدر خلال قمة بياريتز الاوروبية في منتصف تشرين الاول اكتوبر الماضي "ان العرب غير راضين عن المواقف الاوروبية الاخيرة". وكان الاتحاد الاوروبي وجه في بياريتز "نداء الى القادة الاسرائيليين والفلسطينيين وشعبيهما للجم التدهور ووقف اعمال العنف على الفور". وحرص وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الذي ترأس بلاده حالياً الاتحاد الاوروبي على تجنب تحميل أي طرف مسؤولية استمرار أعمال العنف. واضاف الديبلوماسي العربي "نفهم ان هذا النوع من المؤتمرات ليس المنتدى الامثل لإدانة اسرائيل، الا ان الموقف الاوروبي ليس جيداً". وأقر ديبلوماسي فرنسي ان "الاجواء السيئة السائدة في الشرق الاوسط تلقي بثقلها على طريقة اجراء المناقشات". وتابع المصدر نفسه "ان النقاشات التي جرت مساء الاربعاء كانت قوية جداً ومؤثرة جداً ومن دون ان يقدم اي طرف تنازلات لطرف آخر"، موضحاً ان "شعث وبن عامي اللذين التقيا للمرة الاولى منذ اسابيع جلسا معا وجها لوجه" الى الطاولة نفسها. وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر: "لا أذكر انني شهدت حواراً منفتحا بهذا المستوى. لقد أكد الطرفان استعدادهما للعودة الى طاولة المفاوضات"، مضيفاً ان اوروبا لا تعتمد موقفا "محايداً" الا انها "تدعم الحقوق المشروعة للطرفين". وقال فيشر ان موسى طالب "بدور فاعل للاتحاد الاوروبي" رافضاً "التكهن علناً" بالتزام أقوى من قبل الاوروبيين. لكن وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني قال: "من الواضح ان القيام بدور يتطلب موافقة الطرفين. وفي الوقت الراهن جاءت الدعوة من جانب واحد ولم تأت من الجانب الآخر". وأشار وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الى ان على الأوروبيين المحافظة على ثقة الاسرائيليين والفلسطينيين ليكون لهم دور فعال. وقال ديبلوماسيون ان وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأنه "اما غير قادر" أو "غير راغب" في وقف انتفاضة شعبه من أجل اقامة دولة مستقلة.