وصل وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر الى باريس امس، مختصراً زيارته للقاهرة ليتمكن من لقاء وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، ومعتذرا لضيق الوقت عن لقاء الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد. وتجاهل فيشر خلال وجوده في القاهرة موجة الاحتجاج الاسرائيلية على مواقف بلاده من عملية السلام، مشدداً على ضرورة التزام اسرائيل الاتفاقات مع الفلسطينيين. وكان المسؤول الالماني وصل اول من امس الى القاهرة، محطته الاخيرة في جولته الشرق الاوسطية، تلاحقه موجة من الانتقادات الاسرائيلية بسبب تحميله اسرائيل مسؤولية الاخلال بتنفيذ الاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين. وامتنع عن العقيب على الانتقادات الاسرائيلية، قائلا: "موقف الاتحاد الاوروبي بالنسبة الى عملية السلام واضح، ونشعر بقلق بالغ بسبب المأزق الحالي الذي تواجهه العملية السلمية". وبحث موسى وفيشر في لقاء مطول ترتيبات زيارة الرئيس حسني مبارك لالمانيا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وعملية السلام في الشرق الاوسط، والازمة العراقية، واتفاق الشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبي المنتظر توقيعه في نيسان ابريل المقبل. ولمح موسى الى وجود مبادرة جديدة لتحريك عملية السلام، قائلا: "نبذل قصارى جهدنا لتحريك المسيرة السلمية، واذا ما استمر تضييق الخناق على الفلسطينيين فسيكون لزاماً علينا والمجتمع الدولي ان نطرح مبادرة لإنهاء الجمود". وقال فيشر في مؤتمر صحافي قبل مغادرته القاهرة امس: "من المبكر جدا الحديث عن نتائج عملية السلام، لكن من الواضح اننا جميعا ملتزمون بها، كما اننا مستاؤون جدا بسبب العقبات القائمة. نحن نعمل مع الاسرة الدولية واسرائيل والفلسطينيين والاميركيين لدفع عملية السلام والتوصل الى سلام شامل ونهائي". وكان فيشر وصل الى القاهرة مساء اول من امس من عمان حيث التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، مؤكداً له وقوف المانيا والاتحاد الاوروبي الى جانب بلاده. وقال فيشر ان اللجنة الاوروبية تدرس تقديم مزيد من المعونة للاردن لأن استقرار هذا البلد مهم لضمان السلام في المنطقة. واضاف انه سيضع مسألة تقديم مزيد من المعونة للاردن على جدول اعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الشهر الجاري. وزاد: "اعتقد ان من الضروري ايجاد سبل لحل المشاكل الاقتصادية في الاردن بصورة ايجابية، لاننا مهتمون باستقرار هذا البلد". في غضون ذلك، التقى موسى امس امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن الذي قال: "إن المحادثات تناولت تطورات عملية السلام والعقبات التي تضعها الحكومة الاسرائيلية ومزاعمها انها حكومة موقتة ولا تستطيع ان تنفذ ما اتفق عليه في واي ريفر". واضاف: "إننا نطالب الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ الاتفاقات التي التزمت والتزمنا بها، ونحن نفذنا كل التزاماتنا وهم لم ينفذوا حتى الآن سوى جزء صغير من اعادة الانتشار".