احتمال تجدد الخلاف بين الرؤساء إميل لحود ونبيه بري ورفيق الحريري بسبب تجميد ملف التعيينات الادارية، زاد دمشق قناعة بضرورة التدخل لا للتهدئة فحسب وإنما لتوفير الظروف السياسية التي تسمح بإصدار التعيينات الادارية في سلة واحدة، عبر اخراجها من التجاذب كمادة قابلة للاشتعال السياسي كلما اقترب منها أركان الدولة. وفي معلومات "الحياة" ان قرار دمشق التدخل جاء بعد أن أيقنت من خلال لقاءاتها بمسؤولين لبنانيين أن من غير الجائز بقاء ملف التعيينات عالقاً وأن تبقى حكومة لها من العمر نحو عام عاجزة عن الالتفات الى هذا الملف خوفاً من مضاعفات خلاف الرؤساء حول الاسماء المطروحة لتشغل مناصب في الفئة الأولى. ورأت دمشق ان الرأي العام لم يعد يصدق اصرار الرؤساء أو مصادرهم على نفي وجود خلاف، اضافة الى ان تجميد التعيينات يبرر الدعوة الى تغيير الحكومة ما دامت عاجزة عن التصدي لهذا الملف الذي يعني المواطنين الذين يشكون من الروتين الاداري والبيروقراطية والفراغ في الادارات. واستجاب أركان الدولة للنصائح السورية على أن يتولى مسؤول موثوق من رئيس الجمهورية اميل لحود مهمة خلق الأجواء التي تساعد على تجاوز هذه المشكلة وغيرها هو المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد. وشجعت دمشق على ذلك ولعبت دوراً في وضعه موضع التنفيذ في اللقاء الذي عقد صباح أول من أمس بين رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان والرئيس الحريري الذي عاد والتقى السيد في قريطم، وأسهم وزير الاعلام غازي العريضي في هذه الاتصالات. وأبدت اوساط الحريري ارتياحها الى الأجواء الايجابية التي سادت اللقاء الذي لم يتطرق الى أسماء المرشحين للتعيينات الادارية، بل ركز على تحديد ما هو مطلوب من الادارات الرسمية لجهة التغلب على البلادة التي تشكو منها. ونقل السيد الى لحود استعداد الحريري تسريع التعيينات مؤكداً عدم وجود مشكلة، فيما أبدى رئيس الجمهورية الاستعداد لكل تعاون. ونقل مقربون من الحريري عنه تأكيده انه "لن تحصل مشكلة لا في بداية الطريق ولا في نهايتها، وأنا جدي في التعاطي الايجابي لأننا جميعاً نريد مصلحة الدولة في تحريك الادارات فمن حق المواطنين علينا أن نوفر لهم ما يساعدهم على حل مشكلاتهم".