سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد ان التعايش هو الخيار الوحيد للفلسطينيين والاسرائيليين وأيد طلب عقد مجلس الامن . فيدرين : دولة فلسطينية قابلة للحياة خالية من المستعمرات هي الحل الحقيقي
رأى وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين امس ان "لا خيار" امام الاسرائيليين والفلسطينيين سوى "التعايش" وان الشعبين كليهما "يدركان ذلك لكنهما غير قادرين على استخلاص النتائج"، مما يجعل من الضروري ان يقبلا بمساعدة الآخرين لها. وقال فيدرين في وجهة نظر نشرتها امس صحيفة "لوموند" ان الحل الحقيقي، يقضي وفقاً "لما تدعو اليه فرنسا منذ سنة 1982 والاتحاد الاوروبي منذ سنة 1999 ومن الآن فصاعداً الولاياتالمتحدة" بانشاء "دولة فلسطينية قابلة للحياة، للخروج من المأزق والبدء ببناء شرق اوسط جديد". اضاف ان مثل هذا الحل يستدعي، من جانب الاسرائيليين، اخلاء الجزء الاكبر من الاراضي المحتلة وبالتالي المستعمرات و"الاعتراف بعاصمة فلسطينية في القدسالشرقية". وتابع ان ذلك يستدعي من الجانب الفلسطيني التزامه بأن الاتفاق "سيضمن الامن للاسرائيليين" وان "لا آلية عودة اللاجئين ولا القدرات العسكرية للدولة الفلسطينية المقبلة ستمثل اي تهديد لهم". واعتبر فيدرين ان "الملح الآن اطلاق نهج الحل" عبر ازالة العقبات التي تشلّه، وانه من هذا المنطلق حض رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون على استئناف المفاوضات السياسية، "حتى اذا تأثر ائتلافه الحكومي من جراء ذلك وحتى اذا احتجّ جيشه"، اذ ما من احد "يجسّد مثله ضرورة الامن بالنسبة الى اسرائيل". وتابع انه ابلغ في المقابل رئيس السلطة الفلسطينية بانه في اطار التعايش الحتمي مع دولة اسرائيل "ينبغي ازالة كافة النقاط الغامضة المتعلقة بحدود اسرائيل وامنها" من المواقف والبرامج الفلسطينية. وقال ان من الواجب اليوم على الاسرائيليين والفلسطينيين ان "يخرجوا معاً من المأزق" وان يقبلوا لذلك مساعدة الاميركيين العازمين على عدم ترك الامور على حالها، ومساعدة فرنسا والدول الاوروبية الاخرى اضافة الى روسيا والدول العربية والاممالمتحدة. اضاف فيدرين ان هذه المساعدة ضرورية لحمل كل من الطرفين على تجاوز العقبات والاعتراضات القائمة داخل صفه، والتي يتعذر التغلب عليها من دون الخارج. واشار الى انه في هذه المرحلة لا يتقدم بأي مبادرة ديبلوماسية جديدة، لان هناك "صيغاً عدة جاهزة ومطروحة على الطاولة" ولانه "اذا لم تتوافر الارادة السياسية الحقيقية فان اياً منها لن يؤدي الى نتائج". السفراء العرب واستقبل فيدرين امس مجلس السفراء العرب المعتمدين في فرنسا الذين عبروا عن قلقهم حيال الوضع في فلسطين بسبب الممارسات الاسرائيلية، وفقاً لما قاله عميد المجلس السفير المصري علي ماهر السيد ل"الحياة". وقال فيدرين من جهته ان فرنسا تناشد اسرائيل وقف الاعمال العسكرية لكي يتسنى استئناف المفاوضات، وانها لا تعارض المطلب الفلسطيني بعقد اجتماع لمجلس الامن، مشيراً الى انه اجرى اتصالات بهذا الشأن مع وزيري الخارجية الاميركي كولن باول والمصري احمد ماهر السيد ومع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. كما عبر عن رفض فرنسا لمنطق رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الرافض للتفاوض مع الفلسطينيين على اساس اعتباره اياهم "ارهابيين". وقال انه قبل 11 ايلول "سبتمبر وبعده، كان الامر المطلوب وما زال حل القضية الفلسطينية، وان لا بد من انشاء دولة فلسطينية. وتحدث فيدرين عن مستقبل افغانستان وقال ان التصرفات الاميركية مختارة بدقة، وانه يتفهم ضرورة معاقبة الارهابيين والقضاء على "القاعدة"، وان انقاذ افغانستان من حركة "طالبان" امر مطلوب وايجابي. واضاف انه ينبغي التفكير مع الاممالمتحدة في كيفية انشاء نظام افغاني جديد يضمن السلام للافغانيين، والنظر في اعمار افغانستان وليس اعادة اعمارها لانها بلد مدمّر منذ سنوات. وعبر فيدرين عن امله في الا تستمر العمليات الاميركية طويلاً، واستبعد ان يكون هناك في الوقت الحالي تخطيط لضرب دولة عربية. وذكر السيد ان السفراء العرب شكروا فيدرين على موقف فرنسا وحرص مسؤوليها على تجنب اي خلط بين الاسلام والارهاب. وقال ان الاجتماع اتاح لمجلس السفراء العرب ان يتفهم التفكير الفرنسي، وان يلمس مدى ادراكه للمخاوف المتعلقة بالشرق الاوسط، ورغبة فرنسا للتحرك على هذا الصعيد.