أعربت موسكو عن "القلق العميق" حيال تطور الأحداث في افغانستان، وذكرت ان لديها معلومات عن مشاركة عسكريين باكستانيين في القتال، فيما أبدا الرئيسان الاوزبكي اسلام كريموف والطاجيكي إمام علي رحمانوف استعدادهما لپ"ترتيب مفاوضات"، وعلمت "الحياة" ان البلدين قد يتخذان اجراءات لمواجهة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين. وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين ان سفراء ايران وباكستان وافغانستان إدارة برهان الدين رباني استدعوا الى الوزارة واجريت معهم لقاءات منفصلة لبحث الأوضاع في شمال افغانستان. وأضاف في حديث الى وكالة "انترفاكس" الروسية للانباء ان لدى موسكو "معلومات مستقاة من مصادر مختلفة عن مشاركة عسكريين باكستانيين" في المعارك. وطالب بوقف "التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية لافغانستان". واعرب عن القلق حيال "التصعيد الخطير" ودعا الى وقف القتال واستئناف الحوار الافغاني - الأفغاني. ولوحظ ان البلاغ الرسمي الذي أصدرته وزارة الخارجية في وقت لاحق لم يشر الى تورط باكستاني أو تدخل اجنبي. وعلى صعيد اخر، اجرى الرئيسان كريموف ورحمانوف اتصالاً هاتفياً عاجلاً أعربا أثره عن قلقهما من الاشتباكات في شمال افغانستان ودعيا الى تسوية سلمية، واعربا عن استعدادهما "للمساعدة في ترتيب مفاوضات". وكانت معلومات غير مؤكدة أفادت ان الرئيس الافغاني المقال برهان الدين رباني والجنرال عبدالرشيد دوستم ربما لجآ الى اوزبكستان. وقال ل "الحياة" خبير روسي في شؤون آسيا الوسطى انه يستبعد قيام "طالبان" بأي تحرك يستهدف أراضي طاجيكستان وأوزبكستان، ولكنه أضاف: "على الأقل قبل ان يتم ترتيب البيت الافغاني من الداخل". وأشار الخبير الى ان طشقند ودوشانبه تخشيان تدفق مئات الآلاف من الأوزبك والطاجيك والشيعة الخزريين من شمال افغانستان ولذا فإن العاصمتين قد تعمدان الى اعلان تعبئة جزئية على الحدود. ومعروف ان الرئيس كريموف كان يعتبر الجنرال الأوزبكي الأصل دوستم بمثابة حاجز يقي آسيا الوسطى من "الأصولية الاسلامية". وبمبادرة من كريموف اتفقت روسيا واوزبكستان وطاجيكستان على تشكيل تحالف ثلاثي انضمت اليه قرغيزيا لاحقاً لمواجهة "الخطر الأصولي". وفي طاجيكستان أعلن الرئيس رحمانوف أمس موافقته على ضم أربعة من ممثلي المعارضة الاسلامية الى الحكومة وذلك تنفيذاً لاتفاقية المصالحة. ولاحظ المراقبون ان دوشانبه ظلت تماطل فترة طويلة في اتخاذ هذا القرار وانها اتخذته أخيراً ربما تحت ضغط أحداث افغانستان لمنع أي "تجسير" للعلاقة بين طالبان والمعارضة الطاجيكية التي كانت قواعدها العسكرية في افغانستان.