كابول، اسلام اباد - أ ف ب، رويترز - تقدمت قوات "طالبان"، التي تسيطر على أكثر من ثلثي أفغانستان، أمس في اتجاه مزار الشريف، المدينة الكبرى الوحيدة في افغانستان التي لا تزال غير خاضعة لها، بعدما سيطرت أول من أمس على شبرقان، المدينة الرئيسية في مقاطعة جوزجان في شمال البلاد. واكدت الاذاعة الايرانية ان الديبلوماسيين الايرانيين في مزار الشريف غادروا المدينة اثر هذه التطورات. ولكن ناطقاً باسم القائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود، المعارض ل "طالبان"، أكد ان "قواتنا مستعدة للدفاع عن مزار الشريف وسيواجهون طالبان مقاومة قوية وسيرتكبون الخطأ الذي ارتكبوه العام الماضي". وكانت قوات "طالبان" استولت العام الماضي على مزار الشريف لأيام عدة قبل أن تشن عليهم قوات المعارضة هجوماً مفاجئاً أوقع في صفوفها مئات القتلى والجرحى. وكانت شبرقان الواقعة على بعد 120 كلم الى غرب مزار الشريف، وهي قاعدة عسكرية جوية رئيسية تسيطر عليها قوات الجنرال عبدالرشيد دوستم أحد أبرز زعماء "التحالف الشمالي" المعارض الذي يضم أنصار حكومة المجاهدين السابقة برئاسة برهان الدين رباني. وأكدت "اذاعة الشريعة" التابعة ل "طالبان" ان القوات تتقدم شرقاً وغرباً في اتجاه مزار الشريف وان قادة محليين في قطاع بلخ على بعد 20 كلم من المدينة رفعوا الاعلام البيض علامة على ولائهم للحركة. من جهة اخرى ذكرت الاذاعة ان طائرة تابعة للحركة سقطت وتحطمت خلال الليل في اقليم قندوز الواقع في شمال افغانستان، ما أدى الى مقتل خمسة اشخاص كانوا على متنها. وأضافت الاذاعة، التي التقط بثها في اسلام اباد، ان الطائرة سقطت قرب مطار بلدة قندوز بسبب عطل فني. وأوضحت ان "خمسة من مواطنينا بينهم طاقم الطائرة قتلوا". وزادت ان الطائرة تابعة لحكومة "طالبان" ولكنها لم توضح ما اذا كانت الطائرة عسكرية أم مدنية. وفتح الاستيلاء على شبرقان الطريق أمام قوات "طالبان" للتقدم في اتجاه مزار الشريف. ونقلت وكالة "فرانس برس" أول من أمس عن عبدالحي مؤتمن الناطق باسم الحركة في قاعدة قندهار العسكرية في جنوب البلاد قوله: "سيطرنا بصورة كاملة على شبرقان ونقوم بتعزيز مواقعنا". وأكد ان "المعارضة تراجعت بعدما أضرمت قواتها النار في الطائرات الموجودة في القاعدة"، مشيراً الى "عدم وجود خط جبهة واضح لان صفوف العدو تشتت". وافاد الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في افغانستان خوان مارتينيز ان "المعلومات التي تلقيناها تؤكد سقوط شبرقان وطلب منا نتيجة ذلك اجلاء بعض الاجانب من مزار الشريف" التي باتت مهددة. لكن ممثل الحكومة الايرانية لدى افغانستان علاء الدين بورودجردي اكد ان "القائم بالاعمال واعضاء البعثة الديبلوماسية الاخرين لا يزالون في هذه المدينة"، مشيراً الى ان عودة السفير الايراني "لا علاقة لها بالأزمة". يذكر ان ايران تعارض حركة "طالبان" وتعتبرها "متطرفة تعمل لحساب" الولاياتالمتحدة وتتلقى مساعدات عسكرية من باكستان. والى جانب القوات الاوزبكية بزعامة الجنرال دوستم، تضم المعارضة الافغانية حزب الوحدة الشيعي القريب من ايران والجمعية الاسلامية بقيادة الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني والقائد احمد شاه مسعود والقوات الموالية للجنرال الاوزبكي عبدالملك.