أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل حوالى 36 شخصاً يشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم «داعش» بإلقاء الولاياتالمتحدة «أم القنابل»، أقوى قنبلة غير نووية في ترسانتها، على كهوف وأنفاق يستخدمها التنظيم في منطقة أتشين بولاية ننغرهار شرق أفغانستان، والمحاذية للحدود مع باكستان. وتزعم روسيا أنها اختبرت قنبلة أكثر تدميراً من «أم القنابل» أطلقت عليها اسم «أبو كل القنابل»، لكن لا تقارير على أنها استخدمتها في ضرب أحد الأهداف. وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري «عدم سقوط ضحايا مدنيين في الانفجار الهائل الذي أحدثته القنبلة، وعدم تضرر إلا القاعدة التي استخدمتها داعش لشن هجمات في مناطق أخرى من الولاية»، علماً أن شهوداً في قرية تبعد 5 كيلومترات من المنطقة الجبلية النائية التي أسقطت عليها القنبلة، أفادوا بأن المنازل والمتاجر لم تتضرر من الانفجار الذي جعلهم يشعرون بهزة في الأرض فقط، مشيرين إلى أن «مسلحين من العرب والباكستانيين والصينيين والمتمردين المحليين اعتادوا النزول من الجبل يومياً لزيارة القرية». وكشف وزيري مقتل 132 من مسلحي «داعش» في ننغرهار في عمليات نفذها الجيش الأفغاني خلال الأيام الستة الماضية. وأفادت الحكومة بأنها علِمت مسبقاً بعزم القوات الأميركية على إلقاء «أم القنابل» على منطقة ننغرهار، في حين أشار الناطق باسم الرئاسة إلى أن مسلحي التنظيم تكبدوا خسائر كبيرة في الغارة، متوعداً بمواصلة الحرب على المسلحين المناوئين للحكومة الأفغانية وإعادة الاستقرار إلى البلاد. في المقابل، انتقد الرئيس الأفغاني السابق حميد كارزاي، العملية بشدة، وكتب على «تويتر»: «ليس إلقاء القنبلة حرباً على الإرهاب، بل عمل غير إنساني وهمجي وسوء استخدام لأفغانستان أرضَ تجارب للأسلحة الخطرة، ويجب أن يوقف الأفغان أنفسُهم الولاياتالمتحدة». وكان الجيش الأميركي بدأ في مطلع الألفية الحالية تطوير «أم القنابل» التي يتم توجيهها باستخدام نظام «جي بي أس» العالمي لتحديد المواقع. واختبرها للمرة الأولى في آذار (مارس) 2003، حين تسببت بسحابة أمكنت رؤيتها على بعد 32 كيلومتراً. وجاء ذلك بعد نحو سنتين من استخدامه نماذج أولية للقنبلة في قصف مناطق قرب مزار شريف وشمال العاصمة كابول ومنطقة تورا بورا التي لجأ إليها الزعيم الراحل لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن ومسلحو التنظيم بعد انسحابهم من العاصمة كابول إثر سقوط نظام حركة «طالبان» نهاية 2001. ووصف وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد، القصف الجوي والصاروخي الأميركي لأفغانستان حينها بأنه «شامل ويستهدف كل شبر من البلاد». وأورد البيان الرسمي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن «طائرة نقل عسكرية من طراز أم سي 130 ألقت قنبلة جي بي يو43 التي تزن 11 طناً على مخابئ وأنفاق يستخدمها داعش في ننغرهار، من أجل تقليص الأخطار التي تتعرض لها القوات الأميركية والأفغانية في مواجهة التنظيم الذي بات يستخدم قنابل حديثة بعدما تكبد خسائر فادحة». وأوضح قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون أنه نسق مع مسؤولين في واشنطن قراره «التكتيكي المحض» في استخدام إحدى أكبر القنابل التقليدية، مشدداً على أن «هذا هو السلاح الصحيح للهدف الصحيح»، علماً أن الموقع المستهدف عجّ بالقوات الأفغانية والأجنبية صباح الجمعة، بينما حلقت مروحيات وطائرات أخرى في سماء المنطقة. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن القنبلة وضعت للاستخدام المحتمل في أفغانستان منذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، في وقت كثفت الولاياتالمتحدة حملتها الجوية على «داعش» ومسلحي حركة «طالبان» في أفغانستان منذ مطلع السنة الحالية، مع نشر سلاح الجو نحو 500 سلاح في مقابل 300 في الفترة ذاتها من عام 2016. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أرسل وفداً رفيع المستوى إلى كابول أخيراً، وسط شكوك في شأن خططه تجاه جنود بلاده المرابطين في أفغانستان. رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني يهدّد بالاستقالة أعرب رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني رضا رباني عن غضبه من تغيّب أعضاء في المجلس عن جلساته، ما يعطل مناقشة قوانين كثيرة ومسائل مطروحة على المجلس، مهدداً بالاستقالة من منصبه. وانتقد رباني، وهو من «حزب الشعب الباكستاني» بزعامة آصف علي زرداري، أداء الحكومة ووزرائها، واتهمها بعرقلة أدائه مهماته رئيساً لمجلس الشيوخ. وأعلن تأجيل زيارة رسمية له إلى إيران، كان مقرراً أن تبدأ اليوم، احتجاجاً على تصرفات الحكومة الباكستانية مع مجلس الشيوخ الذي تسيطر المعارضة على غالبية مقاعده. وطالب وزير الداخلية السابق رحمان ملك رئيس الحكومة نواز شريف باعتذار عن تصرفات لوزراء، اعتبرها «غير مسؤولة وغير ديموقراطية وتتنافى مع القواعد البرلمانية»، ملوحاً بتنفيذ أعضاء مجلس الشيوخ اعتصاماً أمام البرلمان، في حال عدم تقديم اعتذار وتغيير الوزراء سلوكهم. على صعيد آخر، كرّرت نيودلهي طلبها السماح لمسؤولين في سفارتها في إسلام آباد بزيارة «الجاسوس» الهندي المدان في باكستان كولبهشان ياداف. والتقى السفير الهندي في إسلام أباد وكيلة الخارجية الباكستانية، طالباً منها نسخة عن لائحة الاتهام الموجهة الى «الجاسوس» الهندي، ونسخة عن قرار المحكمة العسكرية التي أدانته وحكمت بإعدامه. لكن الخارجية الباكستانية أبلغت السفير الهندي أن اللقاء مع «الجاسوس» ليس ممكناً، بسبب إدانته بالتجسس وبتنفيذ أعمال معادية لباكستان. وكان قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا أعلن بعد لقائه شريف أن الجيش سيعارض أي ضغوط خارجية للإفراج عن ياداف.