لندن، عمان، براغ- "الحياة"، أ ب - قال مسؤول تشيخي رفيع المستوى إن ديبلوماسياً عراقياً التقى أحد المتهمين الرئيسيين بالهجمات على مركز التجارة العالمية في نيويورك، فيما أكد الأردن أن لا علاقة للعراق بالاعتداءات على الولاياتالمتحدة الشهر الماضي. وكان الديبلوماسي العراقي أحمد خليل ابراهيم سمير العاني طرد من تشيخيا في نيسان ابريل الماضي، بعد اتهامه بممارسة نشاطات لا علاقة لها بطبيعة مهمته الديبلوماسية، بعد "تحذيرات"، لم تعرف طبيعتها، تلقتها براغ حول دوره. وأعلنت السلطات التشيخية إن العاني كان تحت المراقبة بسبب مخاوف من احتمال تدبيره هجوماً على إذاعة "العراق الحر" التي تمولها الولاياتالمتحدة في براغ. وقال المسؤول التشيخي لوكالة "اسوشيتدبرس" إن أكثر من لقاء سري عقد بين العاني ومحمد عطا الذي يعتقد أنه لعب دوراً رئيسياً في تنفيذ الهجمات بالطائرات في نيويورك. وأضاف ان الرجلين "التقيا أكثر من مرة". ولم يلفت عطا الذي لم يكن معروفاً لدى أجهزة الأمن الأنظار. إلا أن الأمر تغير بعد الهجمات الأخيرة. وكان عطا توقف في براغ 24 ساعة، قبل أن يواصل رحلته إلى مطار نيويورك في حزيران يونيو 2000. ويعتقد أن عطا والعاني التقيا ثلاث أو أربع مرات في براغ، ولم تعرف أجهزة الأمن التشيخية ما دار في لقاءاتهما. ورجح المسؤول أن يكون العاني التقى أحد الخاطفين الآخرين في تشيخيا، إلا أنه امتنع عن اعطاء مزيد من التفاصيل. وكانت العلاقات العراقية - التشيكوسلوفاكية جيدة خلال الفترة التي سبقت انهيار النظام الشيوعي قبل 12 عاماً، حين كانت أجهزة الأمن العراقية تتمتع بحرية في الحركة، على رغم اخضاع عناصرها للمراقبة في صورة دورية. وتغيرت الأمور منذ افتتاح إذاعة "العراق الحر" عام 1998 بعدما احتج العراق بشدة على برامجها، وقطع علاقاته التجارية مع تشيخيا، وزاد نشاطه الاستخباري فيها. إلى ذلك، نفى الأردن أن يكون العراق ضالعاً بأي صورة من الصور في الهجمات التي ضربت الولاياتالمتحدة. وأجمعت المعلومات التي رصدتها أجهزة الاستخبارات الأردنية والشرق أوسطية على أن لا علاقة لبغداد بهجمات الشهر الماضي ولم تكن لها اتصالات بعناصر تنظيم "القاعدة". وقال مسؤول أمني أردني لوكالة "اسوشيتدبرس" إن هذه المعلومات أبلغت إلى الأميركيين، لكنه امتنع عن الافصاح عن طبيعة القرائن التي قدمت. وربما تم ذلك عبر الملك عبدالله، الذي التقى الرئيس بوش في 28 الشهر الماضي، أو عبر الاتصالات الأمنية الأردنية مع أجهزة الاستخبارات الأميركية. وكان جهد أجهزة الاستخبارات الأردنية منصباً على جمع معلومات عن جماعة بن لادن منذ مطلع التسعينات. وأحبطت أجهزة الأمن الأردنية خطة لشن هجمات أنصاره، شملت استخدام المتفجرات وغازات سامة ضد الفنادق والمواقع السياحية التي يؤمها السياح الاميركيون وخلال الاحتفالات بنهاية الألفية الثانية. كما أحبطت خطة لضرب يخت كان الملك عبدالله يستجم فيه مع عائلته.