براغ - أ ب، أ ف ب - ألقى الرئيس التشيخي فاتسلاف هافل ثقله السياسي وراء مشروع اذاعة "العراق الحر" التي من المقرر ان تبث برامجها في اطار اذاعة "أوروبا الحرة - اذاعة الحرية" من براغ. وحضت بغداد تشيخيا على عدم السماح ببث برامج هذه الاذاعة من أراضيها. وكانت حكومة تشيخيا الجديدة، التي شكلها الحزب الاشتراكي الديموقراطي، أعلنت الأربعاء الماضي انها وافقت على أن تبث الاذاعة برامج خاصة موجهة إلى إيران، من المقرر ان تبدأ غدا، لكنها لم توافق بعد على بث برامج موجهة إلى العراق. وأضافت انها ستدرس الموافقة على البث العراقي اذا قدمت الحكومة الاميركية طلباً رسمياً. يذكر ان اذاعة "اوروبا الحرة - اذاعة الحرية" انتقلت الى براغ في 1995 وكانت تبث من ميونيخ منذ تأسيسها في 1951. وأعلن هافل عبر برنامج اذاعي أول من أمس ان الأمر متروك لهذه الاذاعة، التي يمولها الكونغرس الأميركي، "كي تختار اللغة التي تريد أن تبث بها". وقال رئيس الوزراء ميلوس زيمان، الذي شارك في البرنامج مع هافل، ان برامج اذاعة "ليبرتي" يجب ان تُناقش، معتبراً أنه لا يمكن ترك المسألة للاذاعة عندما يتعلق الأمر بأمن البلاد. لكن هافل رد بأنه عندما دعت الحكومة التشيخية الاذاعة الى البث من براغ، كانت تدرك ان ذلك يعني حق هذه الاذاعة في اتخاذ القرارات المتعلقة ببرامجها". وقرر الكونغرس في ايار مايو الماضي استحداث قسمين، إيراني وعراقي، في اذاعة "الحرية". ويبدو ان الحكومة اليسارية الجديدة في تشيخيا صارت تتخوف من عواقب ارهابية محتملة في ضوء تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام. وقال وزير الداخلية يان كافان اول من امس ان حكومته ستقوّم البث الموجه الى ايران نهاية السنة "وسيكون المقياس التوازن والموضوعية وعدم الجنوح الى معاداة الحكومة الايرانية". وأثار هذا التصريح انتقادات في الأوساط السياسية والاعلامية في تشيخيا ومن قبل هافل. وفي بغداد حضت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم، أمس حكومة تشيخيا على رفض السماح ببث برنامج موجه الى العراق، ودعتها الى المحافظة على علاقات جيدة مع هذا البلد. وأضافت ان "تشيخيا مدعوة لرفض الطلب الاميركي، وينبغي ألا تقبل بأن تكون وسيطاً لدولة امبريالية شريرة تبحث لها عن نفوذ او موطئ قدم في دولة أخرى".