دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري العالم الى عدم معاملة إسرائيل كاستثناء كون ذلك "يشرع العنف"، فيما تحول لقاء تضامني مع الشعب الفلسطيني في مخيم عين الحلوة في الذكرى الأولى للانتفاضة، وآخر مع انطلاقة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" في بيروت، مناسبة لتأكيد "التمييز بين الإرهاب والمقاومة" ووصف الولاياتالمتحدة بأنها "قمة الإرهاب". بيروت - "الحياة" - دعا الرئيس نبيه بري في احتفال نظم في الجنوب العرب الى "توحيد كلمتهم" في هذه المرحلة، وسأل عن المطلوب منهم في مرحلة ما بعد افغانستان، و"لماذا تقاس الجريمة على العرب كما تقاس الثياب على مقاليد الأجسام وكأن المطلوب ان يصبحوا جميعاً عراقاً آخر؟". وجدد إدانته الجريمة التي حصلت في الولاياتالمتحدة مشدداً على انها "ضد ديننا وإنسانيتنا". داعياً الى إدراك ان هناك "خيطاً رفيعاً جداً كخط الاستواء بين المقاومة والإرهاب وبين الأمن والقمع". وأمل بأن "لا تخطئ البوصلة الدولية اتجاهاً في التفريق بين حق الشعوب في مقاومة الاستعمار والاستيطان وبين الإرهاب والجريمة"، معتبراً "استمرار معاملة اسرائيل كاستثناء لا تنطبق عليه القرارات وعدم معاقبتها على جرائمها امراً يشرّع العنف". الى ذلك عقد لقاء في مخيم عين الحلوة قرب صيدا تضامناً مع الشعب الفلسطيني نظمته "حركة المقاومة الإسلامية" حماس لمناسبة الذكرى الأولى لانطلاقة الانتفاضة. ووصف قاضي الشرع في صيدا الشيخ محمد دالي سياسة الولاياتالمتحدة بأنها "قمة الإرهاب، سلطت بسيفه لتضعه على رقاب العالم الذي يعارضها، كي تستعمله في اي وقت يحقق لها مصالحها". وزاد: "اخواننا المسلمون في أفغانستان أخطأوا أو أصابوا، هم منا ونحن منهم، ونحن من يحاسبهم ومن يسألهم، ولا يجوز ان نتركهم للأعداء". وتساءل: "كيف يوصف المسلمون بالإرهاب وفق المزاجية الأميركية التي يحركها رئيس حكومة إسرائيل ارييل شارون ودوائر التخطيط الصهيونية"؟ وقال: "إذا لم يتحد المسلمون ويتركوا الخلافات وراءهم سيجدون انفسهم عبيداً للإرادة الأميركية". وشدد على ان "اميركا هي قمة الإرهاب في فيتنام والعراق وفلسطين وكل مكان في الأرض، وهي لا تريد ان تضيع فرصة وقعت في يدها، ولم تأت بأدلة ولا تريد ان تستمع لأي كلمة ناصحة أو دليل ينفي التهمة عن المسلمين". وألقيت كلمات لممثل "حماس" الشيخ معين مناع، وممثل حركة "الجهاد الإسلامي" شكيب العينة ونائب الأمين العام ل"الجماعة الإسلامية" الدكتور علي الشيخ عمار، وأبو علي الحسن باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، والشيخ علي اليوسف باسم "رابطة علماء فلسطين"، والشيخ عبدالله حلاق، أكدت مواصلة الانتفاضة منددة بالولاياتالمتحدة. وفي الذكرى التاسعة عشرة لانطلاقة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" وتحرير بيروت نظمت منظمة بيروت في الحزب الشيوعي اللبناني مهرجاناً حاشداً في قصر "اليونيسكو"، ركزت الكلمات فيه على إدانة الإرهاب، وضرورة التمييز بينه وبين المقاومة. وقال الأمين العام للحزب فاروق دحروج: "هدير الحرب في المنطقة والعالم يذكرنا بهدير قذائف نيوجرسي قصفت في الثمانينات الجبل والبقاع من الشاطئ قبالة بيروت عندما كان يهز العاصمة تخويفاً وغيظاً من تحريرها". واضاف: "اعلنا إدانتنا العمل الوحشي الإجرامي الذي حصل في نيويورك وواشنطن، ولكل عمل إجرامي يطاول الأبرياء وهذا هو مفهومنا للإرهاب، ولكن دعونا نتساءل من شجع الإرهاب في العالم وحمى إرهاب اسرائيل وآرييل شارون المستمر؟ نقول لأميركا ارفعوا ارهابكم عن فلسطين والعراق، وخذوا العبرة مما احتضنتم وانشأتم وسلّحتم". وخاطب الإدارة الأميركية قائلاً: "نعم لمحاربة الإرهاب على قاعدة عادلة ذات صدقية، وألف لا لخلطكم الواعي والمقصود بين ارهاب عانينا منه في بلداننا وكنا من ضحاياه عندما كنتم تشجعونه وتستضيفون قادته ونشطاءه وتمارسون ارهاب دولة. ونعم لنضال الشعوب من اجل استقلالها وسيادتها وحريتها ومعها في مقاومة الاحتلال والعدوان". وتحدث الممثل السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان شفيق الحوت، داعياً الى "عدم الوقوع في الفخ الأميركي الجديد، وألا نخاف ونقول لا للإرهاب، وألف نعم للمقاومة". ودعا الدكتور اسامة سعد باسم "التجمع الوطني للإنقاذ والتغيير" الى "رفض الإملاءات والشروط الأميركية ورفض الانخراط في تحالف تقوده اميركا، لا يخدم في النهاية إلا مصالحها". ووصف الوزير السابق ميشال اده "الأداء اللبناني الرسمي حيال ما حصل في الولاياتالمتحدة" بأنه "ممتاز" خصوصاً أن لبنان "ميّز بين مفهوم الإرهاب والمقاومة رافضاً اي خلط بين الإسلام والإرهاب". وحذر "من الانجرار مع موجة التفاؤل بتدفق الرساميل الأجنبية الى لبنان بعد الضربة"، مشيراً الى "أن رد الفعل الانفعالي لدى رجال الأعمال سيكون مرحلياً". واعتبر "أن السبب الأساسي في انفجار قضية الإرهاب هو الصراع العربي - الإسرائيلي" ورأى ان ما يحصل في فلسطين "إرهاب اسرائيلي يمارس يومياً على الشعب الفلسطيني".