تحركت اسرائيل بكامل ثقلها في محاولة لاعادة التنسيق الامني بينها وبين السلطة الفلسطينية بعد ان ادركت ان المواجهات بين الجانبين مرشحة للاستمرار لاشهر بدل اسابيع، وفي ظل تزايد التحذيرات الاستخبارية في شأن وقوع عمليات عسكرية في عمق الدولة العبرية وفي محيط الوجود العسكري والاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة في شهر رمضان المبارك. وأعلن مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية غلعاد شير وجود "دلالات" تشير الى نية الفلسطينيين تحسين التنسيق الامني. وقال في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان "ثمة تعاوناً مع الفلسطينيين لتحسين التنسيق الامني"، نافياً عقد لقاء بين رئىس جهاز الاستخبارات الداخلية الاسرائيلية شين بيت افي ريختر او الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية موساد يسرائيل حسونة وبين رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة العقيد محمد دحلان. ووفقاً لمصادر اسرائيلية، كانت العاصمة المصرية القاهرة مساء اول من امس مسرحاً لمجموعة من الاجتماعات بين مسؤولين أمنيين فلسطينيين واسرائيليين بدعوات من مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" شارك فيها دحلان وحسونة. وقالت ان الاجتماع عقد تحت ضغوط من مصر في محاولة "لوقف العنف". وبموازاة ذلك عقدت اجتماعات بين مدير الامن العام في قطاع غزة اللواء عبدالرزاق المجايدة مع قائد ما يسمى بالمنطقة الجنوبية يوم توف ساميا مساء اول من امس في منطقة حاجز بيت حانون "ايرز" وصفها مجايدة بأنها "عبثية ومضيعة للوقت". وكان سبق الاجتماع مقتل خمسة فلسطينيين في كمين نصبته القوات الاسرائيلية في قلقيلية. وقال المجايدة في بيان صحافي انه لم يتم في هذا الاجتماع التوصل الى اي اتفاقات او نتائج ايجابية. واوضح ان المظاهر العسكرية ما زالت قائمة وان الدبابات الاسرائيلية لا تزال تحاصر الفلسطينيين وتفرض عليهم حصارا اقتصاديا على الشعب الفلسطيني. وأكد ان "الاجتماعات التي تعقد في ظل الغطرسة الاسرائيلية المستمرة وسياسة القمع المتواصلة لا جدوى منها وان الانتفاضة ستستمر حتى يعود الاسرائيليون لرشدهم". وفي هذا الاطار، صرح نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه ان اللقاءات الاخيرة بين المسؤولين الامنيين والعسكريين من الجانبين "سيعرف اثرها بشكل ملموس في الايام المقبلة". وقال انه "لم يلمس انخفاضا في مستوى العنف"، معربا عن امله في ان يتم ذلك خلال الايام المقبلة. واضاف: "اذا انخفضت حدة العنف تدريجا وبشكل ملموس فسنعرف اثر اللقاءات الاخيرة". وقال انه سيعاد فتح طريق خان يونس-غزة "تدريجا" امام الفلسطينيين وذلك في اشارات اولية لما تسميه اسرائىل ابداء "حسن نيات" مع الفلسطينيين. واضاف خلال زيارة قام بها الى معبر المنطار في قطاع غزة انه سيجري تقديم "تسهيلات" للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصرين في مدنهم وقراهم ومخيماتهم. وتشمل هذه التسهيلات حسب المسؤول الاسرائىلي ادخال البضائع التجارية والمنتوجات الزراعية الى قطاع غزة لمناسبة شهر رمضان. ونفى ان تكون اسرائيل منعت ادخال البترول والغاز الى القطاع. من جهته، قال وزير الخارجية الاسرائيلي الذي يشغل ايضا منصب وزير الامن الداخلي شلومو بن عامي انه يدرس امكان السماح للفلسطينيين بالوصول الى المسجد الاقصى في اول يوم جمعة من شهر رمضان المبارك "اذا انخفضت حدة العنف". وعادت اسرائيل تتحدث عن اتفاق مرحلي يدوم فترة زمنية طويلة بعد اقتناعها بفشلها في ارغام الفلسطينيين على القبول بتسوية "دائمة" تتماشى مع رؤيتها الخاصة لحل القضية الفلسطينية على حساب الفلسطينيين انفسهم، خصوصا في ما يتعلق بقضايا القدس واللاجئين والحدود. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية في القدس ان جهات حكومية عدة من بينها هيئة التخطيط وجهاز الامن العام شاباك تعكف على اعداد اوراق عمل عن التسوية الدائمة قابلة للتنفيذ على مراحل او تسوية مرحلية تدوم مدة طويلة. واضافت ان ارييل شارون عرض عندما كان وزيراً للخارجية على رئيس المجلس التشريعي احمد قريع صيغة لاتفاق مرحلي طويل الامد. وقالت ان الرأي المتبلور لدى الاوساط الحكومية ان الرئيس ياسر عرفات "غير ناضج" للتوقيع على تسوية دائمة.