} اتفق الفلسطينيون والاسرائيليون على الاستمرار في محادثات تتلاءم و"الفترة الانتقالية" التي تعيشها المفاوضات الجارية بينهم الى أن تتضح الصورة السياسية في اسرائيل بعد الانتخابات المقررة في السادس من الشهر المقبل، وعلى أن يتم خلال هذه الفترة "اجمال" مواقف الجانبين من المبادرة الاميركية لضمان صيرورة العملية السلمية وتفادي العودة الى نقطة الصفر. وفي هذا الوقت "المستقطع" يحاول الفلسطينيون رفع الحصار الاسرائيلي الخانق المفروض عليهم، بينما يسعى الاسرائيليون الى خفض وتيرة الانتفاضة الفلسطينية التي دخلت اسبوعها السابع عشر. وقرر الفلسطينيون أمس عدم حضور اجتماع أمني مع الاسرائيليين لعدم تنفيذ اسرائيل تعهدات قدمتها في اجتماع الاسبوع الماضي. بعد نحو ثلاث ساعات من المحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين خصصت ساعة منها للقاء ثنائي مغلق بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز المرشح المحتمل لرئاسة الحكومة حسب استطلاعات الرأي العام، لم يعلن المجتمعون اي نتائج غير متوقعة بخصوص التوصل الى اتفاق من اي نوع حول القضايا المصيرية. ولم يخف الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي الاهداف المتوخاة من هذا اللقاء الذي سيعقبه في ما يبدو لقاءات واجتماعات سياسية وامنية الى ان تجري الانتخابات على منصب رئاسة الحكومة. وأعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان الجهود منصبة على الوصول الى "نوع من التفاهم يؤدي الى استمرار عملية السلام مع ادارة الرئيس الاميركي المقبل". وقال ابو ردينة ان اجتماع السبت بين عرفات وبيريز تناول كل القضايا بعمق "ولكن لم يتم الاتفاق على اي قضية تم طرحها"، موضحا ان الاتصالات واللقاءات "ستستمر في محاولة الفرصة الاخيرة لايجاد قاعدة للتحرك على عملية السلام في المرحلة المقبلة". واضاف ابو ردينة: "لن يكون هناك اتفاق اعلان مبادئ او اتفاق جزئي. إما ان نصل الى اتفاق نهائي، والا لا بد ان نرسي قاعدة لاستمرار هذا المفهوم مع الادارة الاميركية القادمة لانهاء قضايا المرحلة النهائية بشكل كامل". وأكد وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه اقوال ابو ردينة مجدداً الرفض الفلسطيني الكامل لتجزئة الاتفاقات والحلول، مشدداً على ان الجانب الفلسطيني لا يتعامل مع مبادرة الرئيس بيل كلينتون الراحل بعد أيام عن البيت الابيض على انها "القاعدة الجديدة" للمفاوضات مع الاسرائيليين. وقال ان "المرجعية الاساسية لعملية السلام ستبقى قرارات الشرعية الدولية". ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك اجتماع عرفات - بيريز ب"الايجابي"، واستبعد هو الآخر خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة أمس امكانية التوصل الى اتفاق في المستقبل المنظور. واشار بيان لمكتب باراك الى ان الهدف من اللقاء كان "إضفاء الاستقرار على خفض اعمال العنف... والتوصل الى تفاهم ايجابي بشأن الاتصالات الديبلوماسية من اقتراحات الرئيس بيل كلينتون". وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان عملية الاعدام الميداني لاحد كوادر "فتح" في مدينة الخليل شاكر حسونة 20 عاما والتمثيل البشع بجثته احتلا حيزاً كبيراً في الاجتماع الموسع الذي اعقب لقاء عرفات - بيريز على انفراد والذي شارك فيه عن الجانب الفلسطيني رئيس المجلس التشريعي احمد قريع والوزيران عبد ربه وصائب عريقات ورئيس جهاز الامن الوقائي في غزة العقيد محمد دحلان ونظيره في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب. وضم الوفد الاسرائيلي وزير الخارجية شلومو بن عامي ووزير النقل والسياحة رئيس اركان الجيش السابق امنون ليبكين شاحاك ورئيس مكتب باراك غلعاد شير. وقالت المصادر ذاتها ان الجانب الفلسطيني طالب باعتذار رسمي اسرائيلي عن العملية البشعة التي شارك فيها جنود لم يخفوا فرحتهم بقتل فلسطيني. وقال قريع ان الفلسطينيين طلبوا خرائط في الاجتماع وانه اذا كان الاسرائيليون جادين فسيعرضون عليهم الخرائط. التنسيق الامني وبعد أن اكد الجانب الاسرائيلي ان لقاء أمنياً سيتم مساء الاحد وسيشارك فيه شاحاك، أعلن عريقات ان الوفد الفلسطيني لن يشارك في هذا الاجتماع الذي سيحضره ممثل عن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بسبب عدم تنفيذ التعهدات التي وعدت بها اسرائيل في اجتماع الاسبوع الماضي. وبسبب اغتيال الشاب الفلسطيني حسونة في الخليل والتمثيل بجثته. وبدل ان تخفف قوات الاحتلال الاسرائيلي من حصارها الحديدي على القرى والمدن الفلسطينية، استمرت في اعمال التجريف وقطع الاشجار ونشر مزيد من الحواجز واغلاق الطرق بالسواتر الترابية. وفي هذه الاثناء، نفى العقيد دحلان ان تكون السلطة الفلسطينية تعهدت باعتقال ناشطين فلسطينيين من تنظيمات وطنية واسلامية. أما عبد ربه فقال انه يرفض استخدام مصطلح "تنسيق امني" في وصف الاجتماعات الامنية التي تجري بين الطرفين. وقال ان الجانب الفلسطيني يعمل من منطلق رفع الحصار وووقف الانتهاكات الاسرائيلية اليومية والمستمرة بحق الفلسطينيين. بيريز وشارون وتلقي تفاعلات المعركة الانتخابية في اسرائيل بظلالها الثقيلة على الجانب الفلسطيني الذي بات يعتقد ان آمال باراك بالنجاح شبه مستحيلة. ويقول الفلسطينيون ان باراك سينصاع في النهاية ويقبل بالتنحي جانبا وفتح المجال امام بيريز لمنافسة ارييل شارون على منصب رئاسة الحكومة. وبهذا يضمن باراك لنفسه تفادي هزيمة محققة لشخصه اذا هُزم بيريز، وموقعاً مميزاً في اي حكومة مقبلة يكون بيريز رئيسها. ومن هنا، يحاول بيريز نفسه الافادة من لقاءاته مع القيادة الفلسطينية في اقناع الناخب العربي داخل الدولة العبرية بالاحجام عن استخدام "الورقة البيضاء" في الانتخابات المقبلة من خلال التشديد على توافر احتمالات التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، استعداداً للحظة انسحاب باراك من السباق. أما شارون الذي يخيف النخبة السياسية في اسرائيل اكثر مما يخيف الفلسطينيين بسبب الضرر البالغ الذي سيلحقه بصورة اسرائيل في العالم الغربي، فلا يزال الورقة الضاغطة التي يحاول "اليسار" الاسرائيلي والولايات المتحدة واوروبا مساوة الفلسطينيين عليها للقبول ب"اجتماعات الوقت المستقطع".