زار البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير بعد ظهر امس رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين، في مقر المجلس في حارة حريك، للاطمئنان الى صحته بعد عودته الاثنين الماضي من فرنسا، حيث خضع لعلاج استمر نحو ثلاثة أشهر. وتمنى صفير الذي رافقه السفير البابوي في لبنان انطونيو ماريا فيليو والمطرانان رولان أبو جودة وبولس مطر "ان نكون يداً واحدة وقلباً واحداً في سبيل أمورنا الوطنية، وأن يبقى لبنان حراً مستقراً". وتمنى شمس الدين ان تكون زيارة صفير "في المسيرة الواحدة لتصحيح ما نشكو منه بالحكمة"، داعياً الى "تجنب اي روح للمغامرة والعمل على ترسيخ العلاقات المتكافئة التي لا تخرج احداً من ان يكون شريكاً في بناء لبنان". ورأى "ان المسيرة نحو المصالحة بدأت ولن تتوقف". كلام صفير وشمس الدين جاء امام عدد من علماء الدين. ثم عقدا خلوة بينهما دامت نحو 35 دقيقة في حضور المفتي الشيخ عبدالأمير قبلان والمطران مطر. وأكد صفير بعدها "التوافق مع شمس الدين على كل الأمور". أما شمس الدين فقال: "ان الزيارة تخطت اطار التهنئة". وأوضح "ان اي قمة روحية مرتبطة بظروفها". وكان صفير لبّى دعوة غداء الى مائدة رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي على شرف بطريرك السريان الكاثوليك موسى الأول داود، لمناسبة مغادرته الى روما لتولي رئاسة مجمع الكنائس في الفاتيكان، في حضور بطريرك الأرمن الارثوذكس آرام الأول كشيشيان وبطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، الى جانب عدد من المطارنة والأساقفة. ورأى الهراوي ان "الجو العابق في المنطقة يتطلب منا ان نكون حذرين وأن نتكاتف ونلتف بعض حول بعض للمحافظة على لبنان، وعلى وجود المسيحيين في الشرق". ورد داود مؤكداً انه سيبذل قصارى جهده، من موقعه الجديد، للوصول الى سلام عادل وشامل في المنطقة. وكان صفير التقى في بكركي سفير المملكة العربية السعودية في لبنان فؤاد صادق مفتي الذي أعلن "دعم بلاده لبنان في سبيل استكمال تحرير ارضه وعودة الأمل والاستقرار الى ربوعه".