} بيروت "الحياة" شدد البابا يوحنا بولس الثاني على "استمرار ترسيخ الوحدة بين اللبنانيين"، في حين أمل البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير "بأن تخرج كل الجيوش الأجنبية من أرضنا". موقفان "أعلنا أمس ضمن احتفالات لمناسبة عيد الفصح، وتدشين كنيسة مار جرجس المارونية في وسط بيروت التجاري بعد ترميمها. فقد ترأس البطريرك صفير القداس السنوي التقليدي في بكركي، على نية فرنسا "في حضور السفير الفرنسي فيليب لو كورتييه وأركان السفارة، وألقى عظة أمل فيها "ببناء سلام يقوم على العدالة الحقيقة واحترام حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها ونيل الاستحقاق والعيش بحرية وكرامة". وأمل صفير أمام وفود فرنسية ولبنانية زارته مهنئة بالعيد، "بأن تخرج كل الجيوش الأجنبية من أرض لبنان ليستعيد سيادته وقراره الحر"، متمنياً "ان تستكمل مسيرة السلام ويحقق السلام العادل والشامل". وعصر أمس، دشن صفير كنيسة مار جرجس التي يعود تاريخ بنائها الأول الى منتصف القرن الثامن عشر، وتاريخ بنائها ثانية بعدما هدمت الى 104 سنوات، وقد أتت الحرب الاخيرة على جزء منها، وأعيد اخيراً ترميمها. وحضر الاحتفال ممثلون للرؤساء الثلاثة وشخصيات رسمية وسياسية ودينية وجمع من المواطنين. ووجه البابا رسالة تلاها السفير البابوي انطونيو ماريا فيليو، اشار فيها الى "ما شهدته هذه الكنيسة من احداث خطيرة تركت آثارها في حياة الأمة، وبقيت العمارة قائمة، تحمل في مرحلة مرة من تاريخ الوطن علامات مؤلمة، تحولت اليوم، وقد رممت، دلالات رجاء جديد للبنان ولوحدته المستعادة التي يتوجب في استمرار ترسيخها على الثقة المتبادلة بين أهله". كذلك تليت رسالة من عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال اكيلي سيلفستريني عن اهمية هذه الكنيسة التي اعتبر مطران بيروت بولس مطر "ان قيامها من جديد تأكيد لقيامة لبنان من محنته ولعودته الى ذاته وأصالة رسالته". ثم تحدث صفير شاكراً للبابا رسالته وعارضاً لتاريخ الكنيسة. وكان صفير استهل وصوله الى بيروت بجولة على الوسط التجاري رافقه فيها رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ومحافظ بيروت يعقوب الصراف ورئيس بلديتها عبدالمنعم العريس وأعضاء المجلس البلدي ورئيس مجلس ادارة شركة "سوليدير" وحشد من الشخصيات. وأشاد "بالانجاز الكبير" الذي تم في بيروت، خاصاً الرئيس الحريري "المعروف بهمته العالية وإنجازاته الكبيرة ليس في لبنان فقط انما في خارج لبنان أيضاً". وقال "ان هذا الانجاز سيبقى للأجيال، وكما أبرزتم معالم المدينة القديمة التي مرت عليها قرون وقرون، نسأل الله ان يبقى دائماً ويكون فخراً لكم لأنكم أنتم الذين انجزتموه، وأن يكافئكم خيراً، وأن تبقى بيروت في ظل ابنائها المدينة الزاهرة، علماً وثقافة وسلاماً". ثم جال الجميع على بعض الشوارع ودخلوا مبنى "سوليدير"، حيث قدم نائب رئيس مجلس ادارة الشركة ماهر بيضون شرحاً تفصيلياً امام مجسم المدينة. وقال الحريري للبطريرك مشيراً الى "برج المر" هذا "برج الحلو". ثم اكمل الوفد سيراً عبر ساحة النجمة فشارع المعرض مروراً بساحة رياض الصلح، وصولاً الى الكنيسة. يذكر ان الحريري زار أمس متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، مهنئاً إياه بأحد الشعانين، وأوضح على الأثر "اننا ناقشنا الأمور العامة وأعتقد ان رؤية المطران عودة فيها مصلحة وطنية على الدوام". وقال "ان ما يهمنا موضوع الوحدة الوطنية، وأن يكون الجميع في لبنان يداً واحدة في مواجهة الاستحقاقات المقبلة خصوصاً ان اسرائيل اعلنت رسمياً انها ستنسحب، وهذا نتيجة صمود الشعب والمقاومة والدولة"، معتبراً ان "كل الشعب اللبناني يتحمل هذا الأمر".