دمشق - بغداد عبدالمنعم - ظهر أقدم معجم عربي لاتيني في اسبانيا القرن الثالث عشر ليشكل ذلك بداية سلسلةٍ طويلة من المعجمات والدراسات النحوية والقواعدية نشرها المستشرقون. في مطلع القرن السادس عشر وفي غرناطة حيث أقدم مركز استشراقي وضع بدرو دي ألكالا معجماً عربياً اسبانياً حمل اسم: "المعجم العربي بالحرف القشتالي" وذلك استناداً الى معجم اسباني لاتيني قديم، وشمل المعجم 2200 كلمة. وفي نهايات القرن السادس عشر صدر عن المطبعة العربية في روما مجموعة كتب عربية نحوية ومباحث في قواعد اللغة العربية، مثل "الكافية" لابن حقيب و"الأجرومية" لابن أجروم. واستمرت الإصدارات القواعدية في روما الى أن صدر "معجم اللغة العربية" في أربعة مجلدات ضخمة سنة 1632. وفي ليدن الهولندية وهي من أهم المراكز الاستشراقية وضع توماس إربانيوس مؤسس النهضة الاستشراقية في هولندا كتاباً في "قواعد اللغة العربية واللاتينية" وذلك في بداية القرن السابع عشر. ويعتبر الكتاب أهم إصدار استشراقي قواعدي تصدر تدريس اللغة العربية في أوروبا طوال قرنين. وتبعه سنة 1653 إصدار المستشرق جوليوس الهولندي أيضاً "المعجم العربي اللاتيني" معتمداً في اعداده على المعجمات العربية الأساسية مثل "تاج اللغة وصحاح العربية" للجوهري وكتب الطب والفقه والأدوية. وظلَّ هذا المعجم مرجعاً مهماً للمستشرقين لفترة طويلة. وفي نهاية القرن الثامن عشر وضع المستشرق الفرنسي البارون سيلفستر دي ساسي كتاب "التحفة السنية في علم العربية" وتكررت طبعاته وترجماته الى الانكليزية والألمانية وغيرها. ولهذا المستشرق عدد من التلاميذ نشروا كتباً في اللغة العربية، منهم فلهلم فريتاج الذي وضع "المعجم العربي اللاتيني" في أربعة أجزاء. وجوستاف فلوجل الذي صنف كتاباً في مدارس العرب النحوية. واهتم المستشرقون بالمعجمات النوعية والمصطلحية التي قاموا بصنعها وتصنيفها بالاستناد الى قاعدة واسعة من الكتب العربية الأساسية والقواميس الأولى، فوضع صموئيل بوخارتوس في القرن السابع عشر معجماً عن الحيوانات اعتمد فيه على "حياة الحيوان" لمحمد بن موسى الدميري وهو أول كتاب من نوعه في التراث العربي وردت فيه معلومات عن الطب النسبي وعلم النفس. واعتمد أيضاً على "عجائب المخلوقات" للقزويني ويعتبر هذا الكتاب موسوعةً متنوعة في علم الطبيعة والسياسة والتاريخ ومن المعجمات العربية التي اعتمدها أيضاً "القاموس المحيط" للفيروز آبادي. ونشر ألويس شبرنجر خلال القرن التاسع عشر "قاموس المصطلحات الفنية المستعملة في علوم المسلمين". كما تمَّ تصنيع معجمات جغرافية وتاريخية بدءاً من المعجمات العربية الأولى مثل "معجم البلدان". ويبقى من أبرز الإصدارات في مجال العمل المعجمي كتاب المستشرق الهولندي دوزي "ملحق وتكملة القواميس العربية" وذكر فيه الألفاظ التي لم ترد في سائر المعجمات. وطبع عدة مرات في كل من ليدن وباريس بين سنتي 1877و1927 ومن أعمال دوزي المعجمية "معجم في أسماء ملابس العرب" وهو كتب في أصل الكلمات العربية والألفاظ الدخيلة عليها. أما كتاب وليم رايت الذي وضعه بالانكليزية سنة 1859 "في النحو العربي" وفهرسته للنحو وأدواته فظلَّ معتمداً في تدريس اللغة العربية لا سيما في البلدان الناطقة باللغة الانكليزية وتعددت طبعاته.