خيمت المواجهات العنيفة بين القوات اليوغوسلافية والمسلحين الألبان على الوضع في البلقان. وقطع الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا مشاركته في منتدى دافوس وعاد الى بلاده اثر تزايد الاصابات في صفوف الجنود والشرطة المنتشرين جنوب صربيا، فيما طغى ذلك على التوتر الناجم عن رفض بلغراد تسليم المتهمين بجرائم الحرب الى محكمة لاهاي. واعلن المركز الصحافي الصربي في مدينة بويانوفاتس جنوب ان أربعة من الجنود اليوغوسلاف اصيبوا بجروح، احدهم في حال خطرة، نتيجة الهجمات المتواصلة التي شنها "الارهابيون انطلاقاً من المنطقة العازلة" على المواقع العسكرية في جنوب صربيا. وكان مقرراً أن يعقد مجلس الأمن جلسة خاصة الليلة الماضية لبحث الوضع في جنوب صربيا وتقليص عرض المنطقة العازلة، بناء على طلب من الحكومة اليوغوسلافية. ودانت الولاياتالمتحدة الاعتداءات على الجنود الصرب وطلبت من السلطات اليوغوسلافية "التحلي بضبط النفس والتزام الهدوء" ازاء الوضع في جنوب صربيا. ووصفت صحيفة "غلاس" الصادرة في بلغراد أمس، والقريبة من "الحركة الديموقراطية الصربية" الحاكمة، الوضع في جنوب صربيا بأنه "يسلك السيناريو نفسه الذي قام به ارهابيو جيش تحرير كوسوفو قبل عامين، ووفروا الذرائع لحلف شمال الأطلسي لشن الغارات على يوغوسلافيا". ولم تستبعد الصحيفة وجود تواطؤ خارجي مع القيمين على الحركة المسلحة في جنوب صربيا "لتمهيد الطريق لعمليات هجومية من الحلف الأطلسي على المواقع العسكرية اليوغوسلافية التي تتصدى للارهابيين، في اطار ترتيبات الضغوط غير المبررة التي أصبحت تتعرض لها يوغوسلافيا". وكان الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا عاد الى بلغراد أول من أمس، قاطعاً مشاركته في منتدى دافوس. وأبلغ الصحافيين انها المرة الثانية التي يضطر فيها لقطع مشاركته في تجمع دولي "بسبب الوضع الخطير الناجم عن عمليات الارهابيين في جنوب صربيا".