} سعى الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا الى الالتفاف حول طلب المحكمة الدولية لجرائم الحرب تسليمها الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش، باعلانه ان "العدالة ستطبق محلياً" بحق الاخير، مؤكداً في الوقت نفسه ان بلغراد ستتعاون مع المحكمة. وفسر مراقبون هذا التناقض بأن كوشتونيتسا وجد صيغة جديدة للتوفيق بين مطالب العدالة الدولية والقوانين المحلية التي تحول دون تسليم ميلوشيفيتش الى لاهاي. وجاء ذلك في وقت تجاهل الرئيس اليوغوسلافي الجديد مطالب دولية باطلاق البان من كوسوفو معتقلين في السجون الصربية. قال الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا ان بلاده ستتعاون مع كل المؤسسات الدولية بما فيها المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة. واضاف: "سيأتى يوم تطبق فيه العدالة على الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش وربما اشخاص آخرين في حلف شمال الاطلسي مسؤولين عن وقوع ضحايا من المدنيين" خلال المواجهات بين بلغراد والحلف العام الماضي. وكان كوشتونيتسا يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في جنيف اول من امس. وقال ان للاصلاحات الديموقراطية والانتعاش الاقتصادي في بلاده، الاولوية في سياسته حالياً. ورأى مراقبون في بلغراد ان "العدالة" التي يعنيها كوشتونيتسا تخص الأجهزة القضائية اليوغوسلافية، في ما يتعلق بالتعاون مع محكمة لاهاي بفتح مكتب لها في بلغراد يتولى متابعة التحقيقات المحلية التي تعنيه. ويأتي ذلك استناداً الى تصريحات سابقة أكد فيها كوشتونيتسا انه لن يسلم أي مواطن يوغوسلافي الى محكمة جرائم الحرب أو أي جهة قضائية دولية، موضحاً "ان الدستور اليوغوسلافي يمنعه من ذلك"، كما دان محكمة لاهاي واعتبرها "بوقاً لتنفيذ السياسة الأميركية، لا ينبغي سماعه". وفي غضون ذلك، أفاد قائد قوات حفظ السلام الدولية في البوسنة سفور الجنرال الاميركي مايكل دودسون، في تصريح لصحيفة "اوسلوبوجينيا" الصادرة في ساراييفو، ان لدى حلف شمال الأطلسي "تعليمات بالقاء القبض على ميلوشيفيتش، اذا حاول مغادرة يوغوسلافيا" عبر الاراضي الخاضعة لسيطرة صرب البوسنة. وعلى صعيد آخر، تجاهل كوشتونيتسا مطالب البان كوسوفو المدعومة من رئيس الادارة المدنية الدولية في الاقليم برنار كوشنير، باطلاق سراح الألبان المعتقلين في السجون الصربية. وجاء ذلك في وقت قالت الطبيبة الألبانية المدافعة عن حقوق الانسان فلورا بروفينا المسجونة في سجن بوجاريفاتس 80 كلم شرق بلغراد انها "لا ترغب في مغادرة السجون الصربية، إذا بقي فيها غيرها من ألبان كوسوفو". وتمضي بروفينا حكماً بالسجن مدته 12 سنة، ويتوقع ان تفرج عنها محكمة الاستئناف قريباً. وكانت القوات الصربية اعتقلت بروفينا ضمن أكثر من ألفي ألباني من كوسوفو، أثناء الغارات الجوية الأطلسية ونقلتهم الى صربيا واحالتهم على المحكمة "بتهم التخريب والاعتداء على القوات اليوغوسلافية". وفي بريشتينا، أعلنت الشرطة الدولية انها شنت حملة اعتقالات واسعة في انحاء الاقليم، بمساعدة 290 جندياً من قوات حفظ السلام الدولية لملاحقة قتلة مسؤول هيئة تخطيط مدينة بريشتينا رجب لوسيا والصحافي شوقي بوبوف وغيرهما، اضافة الى مطلوبين في جرائم عادية. وذكرت الشرطة انها خلال هذه الحملة، اعتقلت 25 رجلاً و16 امرأة وهي مستمرة في القبض على منفذي أعمال العنف والممارسات غير الشرعية. والى ذلك، اشتد التوتر من جديد في جنوب صربيا حيث يعيش حوالى 70 ألف ألباني، وذلك بعدما أدى انفجار لغم قرب مدينة بويانوفاتس الى قتل وجرح 11 شرطياً صربياً. وحملت الشرطة الصربية ألبان المنطقة مسؤولية زرع اللغم، وشنت حملة اعتقالات ضد سكان القرى الألبانية المحيطة بمنطقة الانفجار.