أعلن فيليمير ايليتش أحد زعماء الحركة الديموقراطية الصربية أن الرئيس اليوغوسلافي المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش غادر أول من امس من مطار بلغراد الى موسكو "وسط كتمان شديد". وأشار في تصريح صحافي نشر أمس في بلغراد، أن عدداً من مرافقي ميلوشيفيتش كانوا برفقته لدى دخوله الطائرة، وظلوا في المطار حتى إقلاعها. لكن ايليتش لم يوضح نوع الطائرة التي غادر ميلوشيفيتش على متنها، وهل كانت يوغوسلافية أم روسية، وفيما إذا كان ذلك تم بالاتفاق مع الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا؟ كما لم يتحدث عن مكان وجود ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوشيفيتش وابنتهما مارية. ومعلوم أن ماركو نجل ميلوشيفيتش وزوجته ميلتسا وطفلهما حاولوا السفر الى هونغ كونغ لكن السلطات الصينية أعادتهما الى موسكو. ومن جهة أخرى، أكد الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا التزامه بدستور بلاده الذي "لا يسمح بانفصال أي جزء من الاتحاد اليوغوسلافي، ويؤكد أن كوسوفو إقليم ضمن صربيا بينما الجبل الأسود جمهورية داخل الاتحاد". وأشار كوشتونيتسا الى أنه دعا رئيس الإدارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير الى بلغراد للتحادث حول الأمور المتعلقة بكوسوفو "ومدى تطبيق قرار مجلس الأمن 1244 الذي يحدد الوضع الراهن والمستقبلي للإقليم". وأكد في تصريح نقله تلفزيون بلغراد أمس، أنه ملتزم بهذا القرار "إلا أن الوجود الدولي لا ينفذه بشكل عادل، خصوصاً في ما يتعلق بنزوح عدد كبير من ألبان الدول المجاورة الى الإقليم من دون أن يكونوا من سكانه في أي وقت". وأعرب عن ثقته في أن إحلال الديموقراطية في صربيا "هو ضمان لبقاء كوسوفو داخل صربيا، والجبل الأسود في الاتحاد اليوغوسلافي". وفي العاصمة المقدونية سكوبيا، عقد برنار كوشنير، مؤتمراً صحافياً حضرته "الحياة" أشاد خلاله بالتغييرات التي شهدتها يوغوسلافيا بفوز كوشتونيتسا بالرئاسة، مشيراً الى أنه "سيبحث وضع كوسوفو مع الرئيس اليوغوسلافي الجديد". وأكد كوشنير أن اهتمامه الحالي "يتركز على الانتخابات المحلية في كوسوفو، كي يكون الإشراف عليها جيداً وتتم بنزاهة وديموقراطية في 28 من الشهر الجاري". واعتبر أن هذه الانتخابات "ستساعد في استقرار كوسوفو وتحميل إدارة البلديات مسؤوليات تخص الأمور الأمنية". وكان زعماء الألبان في الإقليم، اعتبروا في تصريحاتهم أن كوشتونيتسا "لا يختلف عن ميلوشيفيتش في التعصب العرقي، وأن احتمالات اندلاع حرب جديدة ستبقى قائمة ما لم تعترف بلغراد باستقلال كوسوفو". وعرض كوشنير مواقف الألبان في اجتماع الاتحاد الأوروبي الذي عقد أول من امس الاثنين، وطلب ربط رفع العقوبات عن يوغوسلافيا بإطلاق سراح الألبان المعتقلين في صربيا، لكن دول الاتحاد قررت رفع عقوباتها الخاصة بالرحلات الجوية والوقود فوراً، وأرجأت مساعداتها المالية ليوغوسلافيا الى ما بعد الزيارة الحالية التي يقوم بها لوزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين لبلغراد وتقديمه تقريراً للاتحاد حول مدى التزام القيادة الجديدة بتطبيق الديموقراطية. وعلى صعيد آخر، عقد وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، اجتماعاً أمس في مدينة برمينغهام البريطانية، وقال الأمين العام للحلف جورج روبرتسون، أنه "لا نية لدى الحلف في خفض القوات الأطلسية الموجودة في البلقان، لأننا لا نعرف بعد كيف سينعكس التغيير في بلغراد على الوضع في المنطقة".