انعكست عمليات المسلحين الالبان جنوب صربيا، على مؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الذي عقد خلال اليومين الماضيين في فيينا، واختصر الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا مشاركته في المؤتمر وعاد الى بلغراد وسط غضب وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي لم تتحقق رغبتها باللقاء معه. ومددت بلغراد انذارها الذي انتهى امس، حتى الجمعة بشن هجمات على المسلحين الالبان، اذا لم ينهوا سيطرتهم على مواقع جنوب صربيا محاذية للحدود الشرقية لاقليم كوسوفو، بما فيها المنطقة المنزوعة السلاح. وذكر بيان الحكومة الصربية، ان التمديد تم بناء على طلب المسؤولين الدوليين في كوسوفو، فيما نقلت مصادر اعلامية عن شاكر شكيري، الذي وصف نفسه بقائد "جيش تحرير بويانوفاتس وبريشيفو وميدفيجا" انه "تعهد لقيادة القوات الاميركية في كوسوفو بإنهاء عمليات مقاتليه الحالية مساء غد". وبويانوفاتس وبريشيفو وميدفيجا، اسماء لثلاث بلدان جنوب صربيا محاذية لحدود كوسوفو الشرقية، يعيش فيها حوالى 70 الف الباني، وشهدت خلال العام الجاري هجمات للمسلحين الألبان الذين اشارت بلغراد الى انهم يتسللون من كوسوفو بتواطؤ مع القوة الاميركية التي تشرف على القطاع الشرقي من الاقليم. وغادر الرئيس اليوغوسلافي كوشتونيتسا أول من امس الاثنين فيينا، بعدما حضر جلسات اليوم الأول لمؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، واجتمع مع الرئيس النمسوي توماس كليستيل ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، متجاهلاً برنامج وزيرة الخارجية الاميركية اولبرايت بعقد اجتماع معه، بعدما اعلن "ان الوضع جنوب صربيا صعب، لأن القوات الدولية كفور وبعثة الاممالمتحدة برنار كوشنير لم تنفذا التزاماتهما بموجب الاتفاقات الخاصة بكوسوفو". ولم يستبعد الرئيس اليوغوسلافي تصاعد التوتر من جديد ودخول منطقة البلقان في حرب جديدة، على رغم المساعي السلمية الأوروبية "إذا لم توضع نهاية لنشاط الارهابيين الالبان". وأثارت مغادرة كوشتونيتسا فيينا، غضب وزيرة الخارجية الاميركية اولبرايت التي ذكر الناطق باسمها "أنها لم تتمكن من الحديث مع كوشتونيتسا سوى كلمات عابرة في قاعة المؤتمر، ورفض تحقيق رغبتها في عقد اجتماع رسمي معه، بذريعة ضرورة اسراعه بالعودة الى بلغراد". وذكرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس، ان كوشتونيتسا "لم يكن مهتماً اصلاً بلقاء اولبرايت، لعدم ارتياحه الى مواقفها غير الودية تجاه يوغوسلافيا، خصوصاً ما يتعلق بالوضع الراهن في كوسوفو وجنوب صربيا".