المؤكد بحكم معرفتي بثقافة الدكتور تركي الحمد والدكتور الربعي ان يكونا في صف المؤيدين للمقاطعة. لكن فكرهما المتقدم في الماضي وقراءتهما الوطنية للمستقبل، ربما كلفاهما الكثير. ولذلك وحتى يقنعا المتطلع إليهما بأنهما لا يزالان الرائدين والمدافعين عن مصالح الأمة، وهما أهل لذلك، ولكن بعقلانية وبحرص شديد على مصالح ومستقبل الأمة، ومع ثقتي بنيات الرجلين إلا أنهما يقعان في خطأ كبير. أنا لست بصدد إثبات، أو نفي تضرر أميركا من دعوة المقاطعة. لكن المسألة أن المقاطعة بحكم ترابط الأشياء، سيحسب دفاعاً عن أميركا ومن من؟ د. فهمي هويدي، ود.نوره خالد السعد! ويا لها من سخرية القدر. السؤال هل أصلح للعرب أن يكون موقفهم من خصومهم معادياً؟ وإذا كان ذلك من حقهم، فهل يستطيع الأخان الدكتوران د. الربعي ود. الحمد أن يثبتا للأمة أن أميركا صديق للعرب؟ وهذا مستحيل. لأن الجامعة العربية تصدر البيانات تلو البيانات في إدانة الإدارة الأميركية على مواقفها من القضية الفلسطينية والكيل بمكيالين. أنا مع دعوة المقاطعة. ولكني لست في حاجة الى دراسات عن خسائر، أو عدم خسائر أميركا من هذه الدعوة، لأنني أعتبر دعوة المقاطعة هي مشروع تثقيف للأجيال الجديدة على مقاومة خصوم الأمة، وبشكل سلمي. الرياض - عقل ابراهيم الباهلي