استأنف المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون أمس محادثاتهم في منتجع طابا المصري، فيما جدد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمس خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي، ثقة بلاده بمواصلة الإدارة الأميركية الجديدة في عهد الرئيس جورج بوش الجهود لاحلال السلام في الشرق الاوسط. وصرح وزير الاعلام السعودي الدكتور فؤاد الفارسي إلى وكالة الأنباء السعودية عقب اجتماع مجلس الوزراء، بأن الملك فهد أعرب عن ثقته ب"مواصلة الادارة الاميركية الجديدة الجهود التي بذلت لايجاد حل سريع للقضية الفلسطينية، ومواصلة الحوار بين الجانبين المعنيين، بما يضمن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مع حض الجانب الاسرائيلي على تطبيق كل قرارات الشرعية الدولية، وعدم المماطلة والتسويف، وضرورة رفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية، ووقف نزيف الدم الذي يراق يومياً أمام سمع العالم وبصره". واستأنف المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون محادثاتهم امس في طابا بعدما اتفقوا أول من أمس على تشكيل لجنتين، الأولى تدرس مسائل الحدود والقدس والأمن بينما تختص الثانية ببحث مسألة اللاجئين. ونسبت وكالة "فرانس برس" إلى وزير السياحة الإسرائيلي رئيس الأركان السابق أمنون شاحاك قوله إن المفاوضات تجري وسط أجواء جدية جداً، مضيفاً أن القضايا تبحث في العمق. واكد مساء امس عدم تحقيق اي تقدم. راجع ص3. ورغم أن وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي لم يستبعد التوصل إلى اتفاق، قال لوكالة "رويترز" إن الفجوات ما زالت قائمة، وأن "الفلسطينيين لم يتوصلوا الى قرارات ونتائج إلا في اللحظة الأخيرة، خلال السنوات السبع الماضية، واللحظة الأخيرة، هذه المرة، قبل الانتخابات الاسرائيلية مباشرة". وقال مصدر سياسي اسرائيلي قريب إلى المفاوضات إن رئيس الوزراء ايهود باراك لن يقدم المزيد من "التنازلات" للفلسطينيين، إذ أن هذه لن تكون خطوة ملائمة عشية الانتخابات في إسرائيل، مضيفاً ان على الرئيس ياسر عرفات "ان يقرر هل يريد اتخاذ خطوات بعيدة المدى في مواجهة احتمال ان يصير ارييل شارون رئيساً للوزراء". ونقلت صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية أمس عن عرفات خلال استقباله وفداً برلمانياً بريطانياً قبل أيام ان انتخاب شارون "سيكون كارثة". في بيروت "الحياة"، قال وزير الدولة النمسوي للشؤون الخارجية ريمون يوهانسن إن بلاده أعدت دراسة عن وضع اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، من خلال تقديمها الخدمات لهم، آملاً ان تتوصل مفاوضات طابا الى حل شامل وعادل لقضيتهم. وأبدى استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة من الناحية الانسانية، للاجئين أو لحل قضيتهم. واجتمع الوزير النمسوي الى رئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود وأبلغ اليهما هذا الموقف.