واي ميلز - أ ف ب، رويترز - استؤنفت امس الثلثاء المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في واي بلانتيشن بمشاركة الرئيس بيل كلينتون حسب ما أعلن البيت الأبيض بعد ان وافق الاسرائيليون اول من امس الاثنين على العودة الى اجتماعات اللجان التفاوضية، كما ذكرت مصادر مطلعة في واي بلانتيشن. وشكلت هذه الخطوة تراجعاً من الاسرائيليين عن القرار الذي كانوا قد اتخذوه صباح الاثنين بتعليق التفاوض مع الجانب الفلسطيني باستثناء موضوع الأمن بعد حادثة بئر السبع التي جرح فيها اكثر من 60 اسرائيلياً في هجوم نفذه فلسطيني من منطقة الخليل بنقبلتين يدويتين. وكان الرئيس الاميركي فشل الاثنين في دفع المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين الى الاتفاق على النقاط العالقة بينهما وقرر تمديد المفاوضات الى أمس الثلثاء في محاولة قد تكون الاخيرة لاخراج اتفاق اللحظة الاخيرة في واي بلانتيشن. وأكد مسؤولون اميركيون ان كلينتون الذي يجد نفسه متورطا اكثر فاكثر في تفاصيل المفاوضات قرر المشاركة شخصياً أمس الثلثاء في يومها السادس بعد ان الغى زيارة لمدة 48 ساعة الى كاليفورنيا في اطار الحملة الانتخابية للحزب الديموقراطي. وأشار الناطق باسم وزراة الخارجية جيمس روبين الى ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ستواصل أيضا المحادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت مساء الاثنين: "نظرا الى اهمية المواضيع المطروحة، يعتقد الرئيس كلينتون ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس ياسر عرفات ان من المناسب البقاء ومتابعة العمل حول الملفات المهمة موضوع التفاوض". والتقى بيل كلينتون مساء الاثنين عرفات ونتانياهو في واي بلانتيشن طوال ساعتين وعشرين دقيقة ثم استأنفوا المحادثات حول مائدة عشاء. عرفات وشارون وانضم الى كلينتون وعرفات ونتانياهو حول مائدة العشاء اعضاء آخرون من الوفد الاسرائيلي من بينهم وزير الخارجية الاسرائيلي المتشدد ارييل شارون الذي تولى هذا المنصب الشهر الجاري. ووجد شارون نفسه على مائدة عشاء واحدة مع الرئيس الفلسطيني لكنه وفي بتعهده ورفض مصافحة خصمه. وقالت مصادر اسرائيلية ان التوتر بدا ملموساً حين دخل شارون الى القاعة وقدمه نتانياهو قائلاً "الجنرال شارون" فصافح وزير الخارجية الاسرائيلي المتشدد الرئيس الاميركي وتفادى مصافحة الرئيس الفلسطيني. لكن مصادر فلسطينية ذكرت ان عرفات لم يبال بتجاهل شارون له خلال العشاء. وقال مصدر فلسطيني: "عرفات لم يأبه بوجود شارون. فشارون يتحمل مسؤولية مقتل نحو ستة آلاف اسرة فلسطينية في لبنان. لكننا جئنا الى هنا لنتفاوض لا لسنتعرض عضلاتنا". وتدخل كلينتون شخصيا في الملف الامني وعقد اجتماعا الاثنين ضم عددا من كبار المسؤولين الامنيين الفلسطينيين والاسرائيليين في غياب عرفات ونتانياهو في محاولة لحل الخلاف حول هذا الملف. وأوضحت مصادر فلسطينية ان اللقاء ضم عن الجانب الاميركي اضافة الى كلينتون، مدير جهاز الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي. ايه" جورج تينيت، وعن الجانب الاسرائيلي وزير الدفاع اسحق موردخاي، ورئيس هيئة التخطيط في قيادة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شلومو يناي، وعن الجانب الفلسطيني مسؤول جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان ومسؤول جهاز الاستخبارات العامة الفلسطينية امين الهندي. ولم تتسرب معلومات عن نتائج هذا الاجتماع الا ان مصادر مطلعة اوضحت في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء ان الاسرائيليين وافقوا على طلب اميركي بالعودة الى اجتماعات اللجان التفاوضية والتراجع عن مقاطعة اي اجتماعات مع الجانب الفلسطيني لا تبحث في الشؤون الامنية. من جهة اخرى افادت مصادر فلسطينية انه ما زالت هناك صعوبات كبيرة تعترض تحقيق تقدم وبشكل خاص بفعل اصرار نتانياهو على موضوعي قيام السلطة الفلسطينية بتسليم مطلوبين وعقد جلسة خاصة للمجلس الوطني لالغاء الميثاق الوطني الفلسطيني. وهذان هما المطلبان اللذان يرفضهما الفلسطينيون. وقالت المصادر انه مازالت هناك فجوة كبيرة في موقف الطرفين من مسألة الانسحاب الاسرائيلي الثالث والذي تم طرحه بشكل خاص الاثنين خلال الاجتماع بين محمود عباس امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واحمد قريع ابو العلاء رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني مع ارييل شارون وزير الخارجية الاسرائيلي. وذكرت هذه المصادر ان شارون تمسك بالموقف القائل بان لا يتجاوز الانسحاب الثالث نسبة واحد في المئة، في حين يطالب الفلسطينيون بان يشمل الانسحاب الثالث كل الاراضي الفلسطيينة باستثناء القضايا التي ستبحث في مفاوضات الوضع النهائي، وهي المستوطنات والقدس الشرقية والمواقع العسكرية. ويقول الفلسطينيون ان هذه المواقع الثلاثة لا تتجاوز مساحتها 10 في المائة من مساحة الضفة الغربية. وتفيد مصادر فلسطينية ان الفلسطينيين توصلوا الى تفاهم مع الاميركيين على موضوع الانسحاب الثالث ينص على تشكيل لجنة اسرائيلية - فلسطينية تقوم ببحث هذا الموضوع وتقدم تقاريرها الى الاميركيين، على ان لا يتجاوز عملها الثلاثة اشهر. وردا على سؤال رفض الناطق الاميركي روبين التكهن بنتائج القمة وقال "لا اعرف كيف سينتهي هذا الاجتماع، اننا نواجه الامور يوما فيوم". كما رفض التكهن بالفترة التي ستستغرقها هذه المفاوضات وقال "سنكون هناك غداً أمس وبعد ذلك ليس في استطاعتي ان أجزم بشيء".