بدأ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس زيارة رسمية لتونس، هي الأولى منذ سنوات، تلبية لدعوة من نظيره حبيب بن يحيى. وقالت مصادر تونسية إن الزيارة تندرج في إطار رغبة البلدين في تعزيز تعاونهما واعطاء دفعة للعلاقات الثنائية. ولم تجتمع اللجنة المشتركة التونسية - السعودية منذ العام 1995، بسبب تباعد المواقف من ترتيبات تنفيذ الاتفاقات التجارية المشتركة. لكن العلاقات السياسية شهدت تحسناً ملحوظاً في السنتين الأخيرتين، بعدما قام كل من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز بزيارتين لتونس. وتوقع مراقبون أن تتركز محادثات الأمير سعود الفيصل مع بن يحيى على الأوضاع العربية وآفاق التنسيق بين الديبلوماسيتين في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن تونس ستتسلم رئاسة مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل. زيارة ميرو من جهة أخرى، يبدأ رئيس الوزراء السوري الدكتور مصطفى ميرو اليوم زيارة رسمية لتونس تستمر ثلاثة أيام، يرأس خلالها الوفد السوري إلى اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة. وكان وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع زار تونس الأسبوع الماضي في إطار اجتماعات لجنة المتابعة العربية، ونقل إلى الرئيس زين العابدين بن علي رسالة خطية من الرئيس بشار الأسد لم يُكشف مضمونها. وتعتبر اجتماعات اللجنة العليا المشتركة السورية - التونسية مؤشراً إلى تحسن نوعي في العلاقات، بعد البرود الذي أعقب إقامة علاقات ديبلوماسية بين تونس وإسرائيل على مستوى مكاتب الاتصال العام 1995. ولوحظ أن العلاقات بين تونس ودمشق شهدت تحسناً سريعاً في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وقرار تونس غلق مكتب الاتصال الإسرائيلي في تونس ومكتب الاتصال التونسي في تل أبيب، خلال القمة العربية الأخيرة في القاهرة. وأفادت مصادر مطلعة ان اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي يرأسها ميرو ونظيره التونسي السيد محمد العنوشي، ستسفر عن التوقيع على اتفاقات عدة في المجالات الاقتصادية والإعلامية والثقافية، وأوضحت أن زيارة ميرو تمهد لزيارة رسمية يقوم بها الرئيس بشار الأسد قريباً لتونس.