يبدأ الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الاثنين زيارة رسمية لمصر تستمر يومين تلبية لدعوة من الرئيس حسني مبارك. وتعكس الزيارة، وهي الثانية بعد الزيارة الأولى التي تمت في آذار مارس العام 1990، التطور السريع الذي شهدته العلاقات الثنائية في السنوات الاخيرة، خصوصاً بعد معاودة اللجنة العليا المشتركة اجتماعاتها السنوية برئاسة رئيسي الوزراء منذ العام 1996. وأوضحت مصادر تونسية ان الزيارة تأتي رداً على الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك لتونس في كانون الأول ديسمبر 1996 والتي اعطت دفعة للعلاقات، تكرست لاحقاً في الاتفاق الذي توصلت اليه الحكومتان لإقامة منطقة مشتركة للتبادل الحر على غرار المنطقة المشتركة مع كل من الأردن والمغرب. وأفادت المصادر ان الرئيسين بن علي ومبارك سيجريان الاثنين والثلثاء محادثات تتركز على آفاق تطوير التعاون الثنائي والأوضاع الراهنة للاتحاد المغاربي، الذي طلبت مصر الانضمام اليه بصفة مراقب ومستجدات مسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط، كذلك مستقبل الشراكة الأوروبية - المتوسطية في اطار مسار برشلونة الذي شاركت فيه مصر وتونس منذ انطلاقه العام 1995. وأكدت مصادر مصرية ان التنسيق جار بين القاهرةوتونس في هذا المجال، مشيرة الى ارسال خبراء مصريين الى تونس للاطلاع على تجربتها في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي. يذكر ان تونس وقعت اول اتفاق للشراكة بين الاتحاد وبلد عربي متوسطي العام 1995. وتستعد مصر لتوقيع اتفاق مماثل مع الاتحاد قريباً. وأضافت المصادر ان اختيار بن علي التوجه الى مصر في أول زيارة له الى الخارج بعد فوزه بولاية ثالثة في الانتخابات التي اجريت في تشرين الأول اكتوبر، يدل الى المستوى الجيد الذي وصلت اليه العلاقات. على صعيد آخر، سجل تحسن في العلاقات التونسية - الجزائرية بعد اللقاء الذي جمع اول من أمس الوزير الأول محمد الغنوشي ووزير التجارة الجزائري بختي بلعايب الذي شارك في اجتماعات المؤتمر الثامن للمستثمرين العرب. ويعتبر بلعايب أول وزير جزائري يجري محادثات مع مسؤولين تونسيين منذ الزيارة التي قام بها وزير الداخلية السابق عبدالمالك سلال الى تونس مطلع العام الماضي. وأتت الزيارة في اعقاب محادثة هاتفية "مهمة" بين الرئيسين بن علي وعبدالعزيز بوتفليقة الأسبوع الماضي.