أجرى نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في القاهرة امس محادثات مع الرئيس حسني مبارك، أعلن بعدها ان لدى مصر والعراق رغبة في تعزيز التعاون في كل المجالات. وجدد الحملة على الكويت والسعودية والولايات المتحدة، بسبب طلعات طيران التحالف الغربي في منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه، لكنه أعلن ان ما سمي "خريطة العراق الكبير" التي طلب عدي نجل الرئيس صدام حسين اعدادها لتضم الكويت، لا يعكس الموقف الرسمي للقيادة في بلاده. وشدد على رفض توطين الفلسطينيين في العراق في مقابل رفع الحظر والتطبيع مع اميركا. وتزامنت محادثات طه ياسين رمضان والرئيس المصري مع خطاب ألقاه صدام في الذكرى العاشرة لبدء حرب الخليج، كرر فيه ان "العراق انتصر" في "المنازلة التاريخية" و"سينتصر في الأشواط الباقية". واتسم خطابه بلهجة تحدٍ، وهو كان أكد أول من امس ان العراق مستعد لقصف اسرائيل فترة ستة شهور من أجل تحرير فلسطين. وفي حديث الى "الحياة" اكد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيتر هين ان سياسة بلاده حيال العراق تخضع لمراجعة مستمرة و"كل الأمور يمكن بحثها والاتفاق عليها" اذا أبدت بغداد اشارات الى قبولها البحث في تنفيذ القرار 1284. وحض على مراعاة "كبرياء الشعب العراقي" راجع ص2. في القاهرة، رفض طه ياسين رمضان تحميل بلاده مسؤولية "تخريب" جهود المصالحة العربية، واشار الى "دول يأتينا منها الضرر، وعندما نتظلم يقولون لماذا يصرخ العراق ولا يقولون لماذا تأتي البوارج والطائرات يومياً منها لضربه". ونفى وجود خريطة جديدة للعراق تضم الكويت، مشيراً الى ان "عضواً في البرلمان العراقي عدي هو الذي رسمها، ومن حق أي مواطن ان يتحدث في ما يريد، وهو لا يحسب على الدولة كموقف رسمي". واستدرك ان عدي طرح مشروع الخريطة على البرلمان و"99 في المئة من الشعب العراقي مقتنعون بوجهة نظره، لكن القيادة تتصرف بغير هذا". وأكد استعداد بغداد للتعامل مع أي ادارة اميركية "تتعامل في شكل ايجابي، لأن التفريق بين الجمهوريين والديموقراطيين وهم". ونفى بشدة وجود أسرى كويتيين لدى العراق، داعياً الى "استمرار الانتفاضة" الفلسطينية "لتحرير الأراضي المغتصبة". وشدد على أن موضوع توطين الفلسطينيين في العراق في مقابل رفع الحظر، لم يطرح و"لا نستجدي العلاقات مع أميركا وهي ليست كعبة كي تفرض علينا شروطاً ونقيم علاقة مع بلد لا يمتلك أي قيمة أو أخلاق". وزاد: "العراق ليس كوبا ولا نحتاج العلاقة مع أميركا، ولا نساوم". ووصف طه ياسين رمضان لقاءه مبارك، وهو الأول من نوعه على هذا المستوى بين الجانبين منذ عشر سنين، بأنه "ايجابي"، مشيداً باتفاق السوق الحرة المشتركة الذي سيوقع اليوم، ومؤكداً إمكان توقيع اتفاق مماثل مع سورية وأي دولة. وكان رمضان ورئيس الوزراء المصري الدكتور عاطف عبيد ووزراء من الجانبين عقدوا جلسة محادثات ليل أول من أمس، بحث خلالها اتفاق منطقة التجارة الحرة وزيادة حجم التبادل الذي يبلغ بليون دولار الى بليوني دولار هذه السنة. وعلى صعيد تداعيات "خريطة عدي"، أكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع موقف بلاده "المبدئي بدعم وحدة دولة الكويت الشقيقة، وسيادتها". جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الشرع أمس من النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد. وقالت مصادر رسمية ان الحديث تناول "بعض التصريحات العراقية المتصلة بالذكرى العاشرة لحرب الخليج، وانعكاساتها المؤلمة على الحالة بين العراقوالكويت". وكانت الحكومة الكويتية دانت ليل الثلثاء - الأربعاء "خريطة عدي"، مشددة على أنها تشكل "خرقاً لقرارات مجلس الأمن" التي انجز بموجبها ترسيم الحدود العراقية - الكويتية بعد حرب الخليج. واتخذ نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز موقفاً مماثلاً لذلك الذي أعلنه طه ياسين رمضان في شأن الخريطة، ورأى انها تعبر عن "وجهة نظر شخصية"، على رغم الحملة العنيفة التي شنها الأول على الكويت في ذكرى اندلاع الحرب.