} تتقدم الرواية الشعبية في اسواق الكتاب البريطانية والانكلوفونية. وفي ما يلي تحليل للكتب الورقية ال100 الاكثر رواجاً في العام الماضي. مع التفاتة الى سوق الكتاب العربي في مجتمعات يندر فيها القرّاء. تظهر لائحة الكتب الورقية الغلاف ال 100 الاكثر رواجاً في بريطانيا في العام الماضي الاهمية التي بلغها النشر كنشاط تجاري. فمعظم هذه الكتب بلغت قيمة مبيعات الواحد منها ما لا يقل عن مليون جنيه استرليني، وحقق البعض مبيعات تقدر بملايين عدة من الجنيهات الاسترلينية. والكتب الاكثر نجاحاً تتحول الى افلام سينمائية، ما سيساعد على زيادة مبيعاتها. تتضمن اللائحة الطبعات الورقية الغلاف التي صدرت العام الماضي فقط، لكن كتباً اخرى من هذا النوع نشرت قبل ذلك لا تزال بين الكتب الاكثر شعبية. ويُنشر معظم الكتب في بريطانيا اولاً بطبعة ذات غلاف سميك قبل نشرها بطبعة ورقية الغلاف في وقت لاحق. لذا فإن معظم الكتب المدرجة في لائحة الكتب ال 100 الاكثر شعبية صدرت في البداية بطبعة ذات غلاف سميك في 1999. وتكشف اللائحة الكثيأ عن الامزجة الحالية لجمهور القراء البريطانيين. فاولئك الكتّاب الذين يعتبرون هدفهم الرئيسي ان ينتجوا احد الكتب الاكثر رواجاً ينبغي ان يتجنبوا الى حد كبير كتابة اعمال روائية ادبية جدية وان يكرسوا طاقاتهم لكتابة رواية مثيرة او رواية رومانسية او كوميدية، او يوميات قصصية عن الحياة العاطفية. وكان الكتابان الورقيا الغلاف الاكثر رواجاً في بريطانيا العام الماضي روايتي تشويق لكاتبين اميركيين. ويتصدر اللائحة كتاب "الوصية" The Testament لجون غريشام الذي بيع منه 2،1 مليون نسخة قيمتها 21،7 ملايين جنيه استرليني كل الأرقام المذكورة في اللائحة تتضمن الصادرات. وألّف غريشام، وهو محام سابق، روايات عدة في السابق كانت بين الاكثر رواجاً. وتدور رواية "الوصية" حول نزاع قانوني في شأن وصية بليونير اميركي. وجاءت في المرتبة الثانية رواية "هانيبال" Hannibal لتوماس هاريس، التي بيع منها 1،1مليون نسخة قيمتها 66،7 ملايين جنيه استرليني. وهي متابعة لرواية "صمت الحملان". ويشارك في بطولة فيلم "هانيبال" الذي يُفتتح في شباط فبراير المقبل انطوني هوبكينز، بدور هانيبال ليكتر الشرير الى جانب جوليان مور التي تؤدي دور كلاريس ستارلينغ الذي قامت بادائه جودي فوستر في "صمت الحملان" لكنها رفضت ان تؤديه في الفيلم الجديد. واحتل المرتبة الثالثة بين الكتب ال 100 الاكثر رواجاً كتاب "بريجيت جونز: حافة العقل" للروائية البريطانية هيلين فيلدينغ، الذي بيع منه اكثر من 816 الف نسخة. والكتاب مكمّل لرواية "يوميات بريجيت جونز" التي اُنتجت في فيلم سينمائي عُرض في الصيف الماضي ومثّلت فيه دور بريجيت الممثلة المكسيكية ريني زلويغر. بين اليوميات الروائية الاخرى التي احتلت موقعاً ضمن الكتب ال 100 الاكثر رواجاً، رواية سو تاونسند "ادريان مول: سنوات الكابتشينو" التي جاءت في المرتبة العاشرة. ولا ينجح سوى قلة من المؤلفين في بريطانيا في تأمين مستوى معيشي جيد من إيرادات كتبهم، لكن اولئك الذين تظهر اسماؤهم في لوائح الكتب الاكثر رواجاً يمكن ان يجنوا مكاسب ضخمة، خصوصاً اذا بيعت حقوق انتاج رواياتهم في افلام سينمائية الى هوليوود. على سبيل المثال، حصلت جاي. كاي. رولينغ مؤلفة سلسلة كتب الاطفال حول الساحر الفتى هاري بوتر على ما لا يقل عن 15 مليون جنيه استرليني من إيرادات الكتب الثلاثة الاولى. وكان الكتاب الثالث، "سجين ازكبان" The Prisoner of Azkaban، خامس اكثر الكتب الورقية الغلاف رواجاً العام الماضي، اذ بيعت منع حوالى 800 الف نسخة. ونشر الكتاب الرابع، "هاري بوتر وكأس النار" Harry Potter and the Goblet of Fire، بطبعة ذات غلاف سميك في تموز يوليو الماضي، وبيعت منها بالفعل ملايين النسخ بلغات عدة. وكمؤشر الى الرواج المدهش الذي لقيته كتب هاري بوتر، خصص "راديو 4" التابع لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" في 26 كانون الاول ديسمبر الماضي اكثر من ثماني ساعات لبث قراءة متواصلة قدمها الممثل الهزلي ستيفن فراي للكتاب الاول، "هاري بوتر وحجر الفلاسفة" Harry Potter and the Philosopher's Stone، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ البث الاذاعي في بريطانيا. وسيعرض الفيلم السينمائي المستوحى من هذا الكتاب في وقت لاحق السنة الجارية. ولا تتضمن لائحة الكتب ال 100 الاكثر رواجاً ما يمكن ان يشجع كثيراً كتّاب الرواية الجادة او التجريبية، اذ لا تظهر فيها بضع روايات ادبية. وك"العار" Disgrace للروائي الجنوب افريقي جاي. إم. كويتزي التي فازت بجائزة "بوكر"، و"شوكولا" Chocolat لجوان هاريس و "موسيقى ملائمة" An Equal Music للروائي الهندي فيكرام سيث، و"نجم اسمه هنري" A Star Called Henry للكاتب الايرلندي رودي دويل، و "ابنة القدر" Daughter of Fortune للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي. وبدلاً من ان تكون اعمالاً ادبية، تنتمي غالبية الكتب الورقية الغلاف في اللائحة الى "صنف" محدد من الادب الروائي، مثل روايات التشويق والجريمة والقصص الغرامية وروايات المغامرة والاعمال البطولية والروايات التاريخية. وتحظى الاعمال التي تروي قصة عائلة على امتداد اجيال عدة بشعبية خاصة لدى النساء. وللكاتبة البريطانية الراحلة كاترين كوكسون، التي اشتهرت بتأليف هذا النوع من الروايات، ثلاثة كتب ضمن ال 25 الاكثر رواجاً. كما تمتاز القصص الغرامية بشعبية وسط النساء، وتوجد ضمن لائحة الكتب ال 100 الاكثر رواجاً روايتان من هذا النوع احداهما للكاتبة الاميركية دانييل ستيل والاخرى للكاتبة البريطانية تشارلوت بينغهام. ولا تزال قصص الاثارة من بين الانواع الادبية الاكثر شعبية، وتضم اللائحة روايات لعدد من الكتاب الاميركيين الاكثر شهرة في هذا الميدان، مثل مايكل كريشتون وباتريشيا كورنوول وبطل روايتها هو مرة اخرى الباثولوجي كاي سكاربيتا وتوم كلانسي. كما يوجد لستيفن كينغ كتابان ضمن الكتب ال 100 الاكثر رواجاً: "الفتاة التي أحبّت توم غوردون" The Girl Who Loved Tom Gordon و "قلوب في أطلنتس" Hearts in Atlantis. والكتاب الاخير يحتوي قصصاً متداخلة عدة تركز على تجارب جيل الاميركيين الذين حاربوا في فييتنام. ومن بين كتّاب روايات التشويق البريطانيين المدرجين في اللائحة روث ريندل وديك فرانسيس، "الجوكي" السابق الذي كتب على امتداد سنوات كثيرة روايات تدور احداثها في عالم سباقات الخيل. وتعد كتب جون لوكاريه، الذي عمل في الاستخبارات البريطانية كجاسوس قبل ان يصبح روائياً، من الاكثر رواجاً منذ الستينات. واشتهر بسلسلة روايات الجاسوسية، ومن بينها "الطبّالة الصغيرة" Little Drummer Girl التي امتازت بحبكة معقدة عن النزاع العربي - الاسرائيلي. واحتلت روايته "مفرد ومفرد" Single & Single المرتبة ال 34 في اللائحة، وبيع منها اكثر من 300 الف نسخة. ومنذ انتهاء الحرب الباردة ابتعد لو كاريه عن روايات الجاسوسية وبدأ يفتش عن مواضيع جديدة. وتستكشف روايته ال 18 التي نشرت في طبعة ذات غلاف سميك، "البستاني الوفي" The Constant Gardener، الوجه الخفي لنشاطات شركات ادوية عالمية. ومن بين كتّاب روايات المغامرة الذين يتصدرون لائحة الكتب ال 100 الاكثر رواجاً أندي ماكناب، الذي عمل سابقاً في صفوف جهاز القوات الخاصة "إس أي إس" البريطاني. وبيع من روايته "الازمة أربعة" Crisis Four اكثر من 333 الف نسخة العام الماضي. وكان ماكناب ساهم في احدى وحدات "إس أي إس" التي تسللت وراء الخطوط العراقية خلال حرب الخليج في مهمة فاشلة. وبيع من كتاب "برافو تو زيرو" Bravo Two Zero الذي ألّفه حول هذه المهمة اكثر من مليون ونصف مليون نسخة. وحصل اثر ذلك على عقد لتأليف خمس روايات حول مرتزق اسمه نيك ستون يعمل لمصلحة الاستخبارات البريطانية. واطلق نجاح روايتي هيلين فيلدينغ، اللتين تدوران حول شخصية بريجيت جونز، موجة روايات كوميدية لشابات أخريات، ويشير اليها البعض باسم "تشيك ليت" chick lit "تشيك" مصطلح بالعامية يعني الفتاة، و "ليت" هو مختصر كلمة "ليتريتشر"، أي الأدب. ومن بين هذه الروايات التي تتضمنها اللائحة "حانة الفرصة الاخيرة" Last Chance Saloon لماريان كيز، و "نهايات الكتب" Bookends لجين غرين، و "عالم الاحلام السري لمرأة مهووسة بالتسوق" Secret World of a Shopaolic لصوفي كينسيلا، و "زواج أماندا" Amanda's Wedding لجيني كولغان. ومن اميركا، هناك رواية "دليل الفتيات للصيد" A Girl's Guide to Hunting، وهي تتصف بالابتكار والظرف على نحو منعش، ورواية "صيد السمك" Fishing لميليسا بانك. وفي الفترة الاخيرة، شرع كتاب شبان بريطانيون بتأليف روايات صريحة حول حياة الرجال في بريطانيا في الوقت الحاضر. ومن بين هذه الروايات "رجل وصبي" Man and Boy لتوني بارسونز، التي جاءت في المرتبة الثامنة في اللائحة وبيع منها حوالى 650 الف نسخة. ويعرض هذا الكتاب حياة رجل يحاول ان يربي ابنه بمفرده بعدما تغادر زوجته المنزل. وتتناول رواية "لا يُصدّق" Inconceivable للكاتب بن إلتون، التي تستند الى تجربته الشخصية، المشكلات التي يصادفها زوجان لانجاب طفل. اما رواية "السيد التزام" Mr Commitment للكاتب الاسود مايك غايل فإنها كوميديا رومانسية، وهي تلي روايته السابقة "صديقتي الخرافية" My Legendary Girlfriend. ويظهر القراء البريطانيون إقبالاً على قراءة الادب غير الروائي. فهناك، على سبيل المثال، كتاب واحد حول ادب الرحلات في لائحة الكتب ال 100 الاكثر رواجاً، ألّفه اثنان من الرهائن السابقين في بيروت، جون ماكارثي وبرايان كينان. وبيع من كتاب "بين نهايتين" Between Extremes اكثر من 169 الف نسخة. وغالباً ما كان الرجلان يرحلان في مخيلتهما الى تشيلي خلال فترة احتجازهما في بيروت، وبعد خمس سنوات على اطلاقهما يتحقق حلمهما ويقومان برحلة في اميركا اللاتينية يقطعان خلالها ثلاثة آلاف ميل الى الجنوب في اتجاه بتاغونيا. وقال ستيوارت وافل، احد النقاد في صحيفة "صنداي تايمز"، عن الكتاب: "انه احد الاعمال الاكثر ظرفاً وإثارة للمشاعر التي ترمز الى الصداقة ولن يجد المرء مثلها زمناً طويلاً. كما انه كتاب رائع من ادب الرحلات، ومزيج من اسلوب ماكارثي العفوي المقتضب وكتابة كينان المتأنية والمثيرة للذكريات بشكل رائع". وتمثل السيرة الذاتية شكلاً آخر للاعمال غير الروائية التي تحظى بشعبية. ففي المرتبة الرابعة في اللائحة يأتي كتاب "تيس" Tis للكاتب الاميركي من اصل ايرلندي فرانك ماكورت. وهو متابعة لكتابه "رفات انجيلا" Angela's Ashes الذي تضمن سيرة ذاتية عن فترة طفولته في نيويورك وايرلندا، ولقي رواجاً كبيراً واُنتج في فيلم سينمائي. ويروي "تيس" كيف عاد ماكورت الى نيويورك واصبح في النهاية بعد صعوبات كثيرة مدرّساً للكتابة الابداعية. وبين كتب السيرة الذاتية التي اُدرجت ضمن اللائحة كتاب أليكس فرغسون مدير نادي "مانشستر يونايتد" لكرة القدم، وكتاب جيري هاليول المغنية في فريق "سبايس غيرلز"، وكتاب الفنان مايكل كروفورد. * كاتبة بريطانية.