تصدرت كاتبتان لائحة ال"باست سلر" التي تصدرها صحيفة "الغارديان" اوائل كل سنة، وللمرة الأولى قارب عدد الكاتبات عدد الكتاب فيها. أتت ميف بينتشي أولى للعام 1999 عن روايتها "طريق تارا" الصادرة عن دار اوريون وج. ك. راولينغ ثانية عن روايتها المخصصة للأحداث "هاري بوتر: غرفة الأسرار" عن دار بلامزبري. وشكّلت الكاتبات خمساً وأربعين في المئة من اللائحة فأرضين النسويات اللواتي شكون دائماً من كون النساء مستهلكات للكتاب أكثر منهن كاتبات بخلاف الرجال. ويعود الفضل في مساهمة النساء الفعالة هذه السنة الى طفرة التقليد لنموذج بنت المدينة الساعية الى التوفيق بين المهنة والحياة العاطفية الناجحة. وبدأ هذا مع صحافية تحولت الى كاتبة وشهدت رواجاً كبيراً في بريطانيا وأميركا. هلن فيلدينغ كتبت زاوية باسم مستعار هو بريجيت جونز في "ديلي تلغراف" تناولت فيها امرأة في عقدها الثالث تشكل رمزاً لفتاة المدينة العصابية التي تدخن وتشرب، وتعد السعرات الحرارية في طعامها وتبحث بقلق عن الرجل الملائم. في لائحة "الغارديان" سبعة كتب عن نساء مشابهات لجونز يرين الحلى الأمثل لما بعد المساواة في الجمع بين طريقتي الحياة التقليدية والعصرية ويواجهن الكثير من التساؤلات والارتباك لدى الجنس الآخر. فيلدينغ عزت انتشار نمط كتابتها الى تعقيد حياة النساء اليوم وسعيهن الى معرفة طريقة التعامل مع العلاقات بالآخرين وأدوارهن المتغيرة العديدة وسط الصور المثالية المطلوبة للمرأة المعاصرة. تطغى الكتابة الخفيفة على اللائحة، وتلتزم مؤلفات الكاتبات غالباً الحياة الداخلية الحميمة التي تدفع كثيرين الى اتهام الأدب النسائي البريطاني بضيق الأفق والانحصار في دائرة محددة. لكن ذلك لا يزعج الجميع اذ ترى كثيرات ان على المرأة المشاركة في الانتاج والربح، اذ ان المساهمة في مجال ما قد يوسع عالمها ويزرع فيها الرغبة في التغيير في البيئتين الخاصة والعامة. ابتكر الاميركيون تعبير "بست سلر" في 1912 بديلاً من كلمة "طفرة" التي كان المثال الأبرز لها في تسعينات القرن التاسع عشر رواية "تريلبي" لجورج دو مورييه الذي كتب ثلاثة اجزاء عن موديل للرسامين تتحول الى نجمة بفضل رجل يتمتع بشخصية قوية يدعى سفنغالي، ويرمز اليوم الى كل من يحدث تأثيراً كبيراً في حياة امرأة ما. تسعينات القرن العشرين شهدت طفرة كبيرة في بريطانيا وأميركا لكتب هاري بوتر الثلاثة عن تلميذ يتمتع بقدرات خاصة وينتقم من زملائه الذين يسخرون منه ويسيئون اليه. ج. ك. راولينغ باعت اكثر من اربعة ملايين نسخة من كتابها في بريطانيا، وتطبع أميركا أكثر من سبعة عشر مليون نسخة وتحول الجزء الأول من سلسلة هاري بوتر الى فيلم. جون غريشام، المحامي الأميركي السابق، تحول الى مليونير بفضل كتابته عن الجرائم لا الدفاع عنها، وهو يأتي في المرتبة الثالثة بعد راولينغ عن كتابه "محامي الشارع". وتحل كاتبة التشويق الأميركية باتريشيا كورنويل في المرتبة الرابعة عن "نقطة البداية". وكانت كورنويل أثارت ضجة عندما اتهمها رجل بسرقة زوجته منه.