اتفق الفلسطينيون والاسرائيليون على الاستمرار في محادثات تتلاءم و"الفترة الانتقالية" التي تعيشها المفاوضات الجارية بينهم، الى أن تتضح الصورة السياسية في اسرائيل بعد الانتخابات المقررة في السادس من الشهر المقبل، وعلى أن يتم خلال هذه الفترة "إجمال" مواقف الجانبين من المبادرة الاميركية لضمان استمرار العملية السلمية وتفادي العودة الى نقطة الصفر. وفي هذا الوقت "المستقطع" يحاول الفلسطينيون رفع الحصار الاسرائيلي الخانق المفروض عليهم، بينما يسعى الاسرائيليون الى خفض وتيرة الانتفاضة الفلسطينية التي دخلت اسبوعها السابع عشر. وقرر الفلسطينيون أمس عدم حضور اجتماع أمني مع الاسرائيليين كان سيشارك فيه وزير السياحة الاسرائيلس امنون شاحاك، لأن اسرائيل لم تننفذ تعهدات قدمتها في اجتماع الاسبوع الماضي. وبعدما اكد الجانب الاسرائيلي ان لقاء أمنياً سيعقد مساء الاحد، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الوفد الفلسطيني لن يشارك في هذا الاجتماع بسبب عدم تنفيذ تعهدات وعدت بها اسرائيل في اجتماع الاسبوع الماضي وبسبب اغتيال الشاب الفلسطيني شاكر حسونة في الخليل الجمعة الماضي والتمثيل بجثته. ولم يتوصل الجانبان الى اي نتائج محددة خلال اجتماع ليل السبت - الاحد عند حاجز بيت حانون ايريز على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، استمر ثلاث ساعات خصصت منها ساعة للقاء منفرد بين الرئيس ياسر عرفات ووزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز الذي لا يستبعد ان يخوض الانتخابات لرئاسة الحكومة اذا تنحى رئيس الوزراء المستقيل ايهود باراك لمصلحته. وأعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان جهود الفلسطينيين والاسرائيليين منصبة على التوصل الى "نوع من التفاهم يؤدي الى استمرار عملية السلام مع ادارة الرئيس الاميركي المقبل". وقال ان اجتماع السبت بين عرفات وبيريز تناول كل القضايا بعمق "ولكن لم يتم الاتفاق على اي قضية تم طرحها". واضاف: "لن يكون هناك اتفاق اعلان مبادئ او اتفاق جزئي. إما ان نصل الى اتفاق نهائي، وإلا لا بد ان نرسي قاعدة لاستمرار هذا المفهوم مع الادارة الاميركية المقبلة لانهاء قضايا المرحلة النهائية بشكل كامل". وأكد وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه هذا الاتجاه موضحاً ان الجانب الفلسطيني لا يتعامل مع مبادرة الرئيس الاميركي بيل كلينتون على انها "القاعدة الجديدة" للمفاوضات مع الاسرائيليين. وقال ان "المرجعية الاساسية لعملية السلام ستبقى قرارات الشرعية الدولية". ووصف باراك اجتماع عرفات - بيريز ب"الايجابي"، واستبعد هو الآخر خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة أمس امكان التوصل الى اتفاق في المستقبل المنظور. واشار بيان لمكتب باراك الى ان الهدف من اللقاء كان "إضفاء الاستقرار على خفض اعمال العنف... والتوصل الى تفاهم ايجابي بشأن الاتصالات الديبلوماسية من اقتراحات الرئيس الاميركي بيل كلينتون". دحلان: لا اعتقال لناشطين ونفى رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة العقيد محمد دحلان ان تكون السلطة الفلسطينية تعهدت اعتقال ناشطين فلسطينيين من تنظيمات وطنية واسلامية. أما عبد ربه فقال انه يرفض استخدام مصطلح "تنسيق امني" في وصف الاجتماعات الامنية التي تجري بين الطرفين. وقال ان الجانب الفلسطيني يعمل من منطلق رفع الحصار ووقف الانتهاكات الاسرائيلية اليومية والمستمرة بحق الفلسطينيين. وفي مقابلة مع شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية قال عريقات امس ان "اهم شيء" هو مواصلة عملية السلام، حتى مع عدم احتمال التوصل الى اتفاق سلام بحلول موعد الانتخابات الاسرائيلية. وقال عريقات ان "الجانبين ادركا ان الاهم هو مواصلة عملية السلام وعدم تركها تنهار، ولهذا السبب وافق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على مواصلة اللقاءات على مستوى المفاوضين". واوضح انه لا يوجد لقاء جديد مقرر بين عرفات وبيريز. وذكّر عريقات بأن مسألة "حق عودة" اللاجئين الفلسطينيين تشكل جوهر الخلافات مع اسرائيل. وقال: "علينا ان نناقش جدياً ترتيبات اقرار حق العودة وان نأخذ في الوقت نفسه المخاوف والمصالح الاسرائيلية في الاعتبار". ضربة جديدة لحظوظ باراك على صعيد آخر تعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل امس لضربة جديدة باستقالة وزير الصحة روني ميلو من حزب الوسط لئلا يكون "مشاركاً في قرار نتنازل فيه عن السيادة على جبل الهيكل الحرم القدسي الشريف". وقال ميلو: "انا مع عملية السلام لكني ضد التنازل عن جبل الهيكل، وعن سيادتنا هناك، جذورنا التاريخية هنا". ووجهت استقالة ميلو ضربة لآمال باراك في كسب اصوات ناخبي الوسط التي تحسم الانتخابات. ومع ان باراك رويترز بدأ يقلص الفارق بينه وبين منافسه ارييل شارون في استطلاعات الرأي إلاا ان انقسام المعسكر المساند لجهود السلام بين مؤيد له ومؤيد لشيعون بيريز يضعف موقفه. ويملك بيريز فرصة اكبر للفوز على شارون اذا تنحى باراك عن زعامة حزب العمل لمصلحته، وهو ما يسمح به القانون قبل 4 أيام من الانتخابات كحد أقصى.