طالبت السلطة الفلسطينية الولاياتالمتحدة بإيجاد آليات الزامية لاجبار اسرائيل على تنفيذ مذكرة واي ريفر وتحديداً في ما يتعلق بالمرحلتين الثانية والثالثة من الانسحاب العسكري من الاراضي الفلسطينية الذي نصّت عليه المذكرة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ان الرئيس ياسر عرفات طلب من المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط دنيس روس "ايجاد آليات تلزم الحكومة الاسرائيلية تنفيذ اتفاق واي" الذي وقّعت عليه في البيت الابيض في تشرين الاول اكتوبر الماضي. واضاف عريقات ان الجانب الفلسطيني أبلغ روس انه نفّذ ما عليه من التزامات وان على الحكومة الاسرائيلية القيام بالمثل، موضحاً في تصريح خاص ل "الحياة" ان على اسرائيل الانسحاب من 13 في المئة من الاراضي الفلسطينية وفقاً لمذكرة واي ريفر، ومشيراً الى ان موعد الانسحاب الاخير هو كانون الثاني يناير الجاري. واوضح ان الحكومة الاسرائيلية تنصّلت من تنفيذ كل ما اتفق عليه في شأن وقف الاستيطان وعمليات مصادرة الارض وهدم البيوت وغيرها من الاجراءات الاحادية الجانب التي تعهدت بعدم القيام بها. وبدا الفلسطينيون والاسرائيليون وكأن الواحد منهم يشتكي الآخر امام روس الذي يقوم منذ يومين بجولة مكوكية بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. وفي هذا الاطار، اوضح ديفيد بار ايلان مستشار نتانياهو، ان رئيس الوزراء سلّم روس قائمة من 13 بنداً تتضمن ما سماه "تجاوزات السلطة الفلسطينية لاتفاق واي ريفر". وصرح بار ايلان بأن نتانياهو اكد لروس خلال اجتماعهما مساء اول من امس انه "لن ينفذ الاتفاق ما دامت السلطة الفلسطينية ترفض التزام تعهداتها". ومن ضمن هذه التجاوزات التي اوردها بار ايلان "تنظيم تظاهرات عنيفة، والتحريض في وسائل الاعلام، وعدم تسليم مطلوبين، واتباع سياسة البواب الدوار في ما يتعلق بالمعتقلين الفلسطينيين في السجون الفلسطينية، وعدم تقديم قائمة بعدد افراد الشرطة الفلسطينية للجانب الاسرائيلي، وعدم جمع الاسلحة غير المرخصة". وقال بار ايلان ان "الجانب الفلسطيني لا يبدي رغبة في التعاون الامني مع اسرائيل". وطالب روس الجانبين بتنفيذ اتفاق واي، مقراً "بوجود مشاكل" تعرقل هذا الموضوع. وقال في ختام لقاء مع عرفات في مدينة رام الله في ساعة متقدمة من مساء الثلثاء: "لا أجزم بأنه ليس هناك مشاكل، لكن من الضروري ان تطبّق هذه الاتفاقات". واكد روس خلال كلمة القاها في "مركز بيريز للسلام" في تل ابيب ان السبب الرئيسي لوجوده في المنطقة هو ان "السلام لا غنى عنه من اجل الامن القومي" للولايات المتحدة. وتأتي زيارة روس في ظل توتر العلاقات بين الحكومة الاسرائيلية والادارة الاميركية منذ ان رفضت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الاجتماع مع وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون خلال وجوده في الولاياتالمتحدة واعلنت انها لن تقوم بزيارة اسرائيل خلال جولتها المقبلة الى الشرق الاوسط والتي ستشمل مصر والمملكة العربية السعودية. وبدا الغضب واضحاً على شارون من موقف اولبرايت قبيل مغادرته الى باريس مساء اول من امس عندما صرح: "لسنا مستعدين ان ندفع مقابل لقاء … لا توجد دولة في العالم تقدم ارضاً مقابل مفاوضات". لكن التوتر بين حكومة نتانياهو والادارة الاميركية تجاوز اللقاءات في اعقاب توجيه اتهامات للرئيس بيل كلينتون شخصياً بالعمل من أجل خسارة نتانياهو الانتخابات وتقديم المساعدة الى منافسه من حزب العمل المعارض ايهود باراك". ونقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن مسؤول كبير في الحكومة الاسرائيلية قوله "ان كلينتون يبذل قصارى جهده واتخذ مجموعة من الخطوات لضمان خسارة نتانياهو لأنه يعتقد ان فرص احراز تقدم في المسيرة السلمية هي اكبر مع باراك".