بعد اللقاء العلني الاول بين الرئيس ياسر عرفات ومسؤول اسرائيلي رفيع، رجحت مصادر اسرائيلية امكان التوصل الى اتفاق "خلال اسبوعين، فيما اعتبر الفلسطينيون اللقاء جزءا من "اتصالات تمهيدية" وجس نبض الموقف الاسرائيلية. ورغم الاتصالات، لم توقف سلطات الاحتلال الاسرائيلي تنكيلها بفلسطينيين ابرياء، مما ادى الى سقوط ستة شهداء جدد. جاء الاعلان الاسرائيلي عن لقاء بين الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي ليؤكد الانباء التي تحدثت عن تكثيف الاتصالات بين الطرفين خلال الايام الماضية، وذلك في اعقاب الاجتماع الاخير الذي جرى الاثنين الماضي بين غلعاد شير مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ونائب رئيس الاستخبارات الداخلية السابق يسرائيل حسون وبين وزيري الثقافة ياسر عبدربه والحكم المحلي صائب عريقات، ورئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني العقيد محمد دحلان. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان اللقاء فجر امس على حاجز ايرز العسكري بين غزة واسرائيل، تناول سبل استئناف المفاوضات على قاعدة "ورقة كلينتون" التي عكف الرئيس الاميركي على بلورتها شخصيا بمشاركة مساعديه. واضافت ان الورقة التي ينوي كلينتون طرحها على الطرفين في حال توصلهما الى قناعة بضرورة العودة الى مائدة المفاوضات على اساس "كامب ديفيد "" يمكن ان تظهر على السطح في الاسبوع الاول من شهر كانون الثاني يناير المقبل قبل اسبوعين من خروجه من البيت الابيض. وقالت مصادر اسرائيلية ان احدى المقترحات القائمة والمعروضة على عرفات هي "القدس مقابل اللاجئين"في ظل معطيات تقارير شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية التي قالت انها تشير الى ان القدس في نظر عرفات أولى من مسألة اللاجئين، وانه يولي اهمية بالغة للتوصل الى اتفاق عليه توقيع كلينتون قبل دخول الرئيس الاميركي الجديد جورج بوش البيت الابيض. وبالاضافة الى عامل الضغط الزمني الضاغط في ما يتعلق بانتهاء ولاية كلينتون والانتخابات الاسرائيلية التي لم يتضح بعد ان كانت ستقتصر على منصب رئاسة الحكومة ام ستكون برلمانية عامة، رجحت مصادر مطلعة ان باراك يريد احراز اتفاق خلال الاسابيع الاربعة المقبلة ليجري عليه استفتاء شعبي في الانتخابات المقبلة التي ستحدد مستقبله السياسي. وأكدت ان مصادر في مكتب باراك "سربت" نبأ اللقاء بين عرفات وبن عامي للاشارة الى الاسرائيليين الى انه بامكانه استئناف المفاوضات حتى من دون وزير التعاون الاقليمي شمعون بيريز، وذلك بهدف قطع الطريق امام الاخير او انصاره الذين يدعونه لترشيح نفسه للتنافس على منصب رئاسة الحكومة. وفي هذا الاطار، علمت "الحياة" ان الوزير الاسرائيلي ورئيس اركان الجيش سابقا امنون شاحاك سيلتقيان عرفات خلال الساعات القليلة المقبلة لاستكمال محادثات فجر الجمعة. ورأى عبدربه الذي شارك في الاجتماع انه "من المبكر الحديث عن عودة المفاوضات" مضيفا ان ما جرى هو "اتصالات تمهيدية تهدف حسب رأينا الى استطلاع هل هنالك فرصة جدية لمفاوضات ناجحة واذا كانت لدى اسرائيل مواقف مختلفة". وزاد: "لا ارى تعارضا في استمرار الانتفاضة والمفاوضات، لكن نريدها المفاوضات تحت ظل شروط سياسية ملائمة وليس قفزة في الهواء لاغراض انتخابية". وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان الاجتماع "جزء من الاتصالات التي تجري بمساعدة اطراف عربية واميركية لايجاد اساس لانقاذ عملية السلام" رافضا وصف هذه المفاوضات بالجيدة او السيئة. الاسرائيليون من ناحيتهم، تكتموا رسميا على تفاصيل مجريات الاجتماع الذي ضم من جانبهم بالاضافة الى بن عامي، غلعاد شير ويسرائيل حسون وقالوا انه جرى "لغايات سياسية وليس من اجل التنسيق الامني او اعداد صيغ مع الفلسطينيين لوقف العنف المتبادل". وقالت مصادر في مكتب باراك ان الهدف من هذا اللقاء "التوصل الى تفاهم في شأن الاستئناف الرسمي للمفاوضات السياسية". وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان الوضع برمته يعتمد على موقف اسرائيل ومدى استعدادها لطرح اتفاق يستطيع عرفات التوقيع عليه. واضافت ان بن عامي اراد فحص ما اذا كان عرفات معني بدفع المفاوضات مع اسرائيل على اساس تفاهمات كامب ديفيد، خصوصا معرفة نقاط الخلاف التي لا يوافق عرفات على التنازل عنها، لكنه مستعد لتأجيل البحث فيها في مرحلة متأخرة جدا. 6 شهداء جدد ميدانيا، قتلت اسرائيل بدم بارد مساء اول من امس خمسة فلسطينيين على الاقل، فيما قتل سادس خلال تبادل لاطلاق النار. وأكد اقرباء الشابين عبد المعين حسين ابراهيم ومحمد عبداللطيف النوري وكلاهما من قرية تِل القريبة من نابلس ان قوات خاصة اسرائيلية على ما يبدو قتلت الشابين بدم بارد بعد ان لمحتهما مساء اول من امس وهما يشعلان النار لعمل بعض الشاي قرب شارع التفافي استيطاني، فاطلقت النار دون ان تتحرى سبب وجودهما. وأكد مواطنون ان الشابين غير مسلحين ولا ينتميان الى اي تنظيم بل معروف عنهما سذاجتهما. أما الفلسطيني الثالث وهو سعد الخروف 35 عاما وهو تاجر، فكان في ملابس النوم في سهرة رمضانية داخل منزله مع صديقه الطبيب البيطري خليل العارضة عندما هاتفه تاجر آخر من القدس وابلغه ان سيارته التي جلب فيها بضاعة له تعطلت قرب مفرق بورين وطلب منه القدوم للمساعدة. وفي الطريق تلقى الخروف مكالمتين هاتفتين من الجهاز الخلوي من عائلته للاطمئنان عليه، وفي المكالمة الثالثة رد جندي اسرائيلي باللغة العبرية، فذهب افراد عائلته للبحث عنه واذا به مقتول داخل سيارته في حين اصيب صديقه برصاصة في الرأس. والشهيد الرابع نهاد حنتش من قوات الامن الوطني الفلسطيني ونزف حتى الموت بعدما اصابه الجنود الاسرائيليون في تبادل لاطلاق النار قرب حاجز كفر عين القريب من رام الله بعد ان رفضوا السماح بنقله الى المستشفى. أما الفلسطيني الخامس الذي سقط فجر امس، فهو نورالدين محمد ابو صافي 22 عاما من مخيم الشاطئ، وقتل على يد قناص اسرائيلي في غزة في منطقة كان الهدوء فيها سائدا. وامس سقط محمد داوود من قرية حارس قضاء نابلس جراء اصابته بالصدر خلال مواجهات محدودة شهدها مدخل البلدة.