وافقت ادارة الرئيس بيل كلينتون على مساعدة المعارضة العراقية بتقديم مساعدات انسانية داخل العراق، وتمويل نشاطات تهدف الى اسقاط النظام. وأقرت بأن ازاحة الرئيس صدام حسين اذا تحققت ستحصل من داخل. واشنطن، بغداد - "الحياة"، ا ف ب، رويترز - أفادت صحيفة "واشنطن بوست" ان الادارة الاميركية اقرت خطة صرف المساعدات التي صادق عليها الكونغرس العام الماضي وأمهل الادارة حتى هذا الشهر لتقديم الخطة. وكان الكونغرس أقر صرف مبلغ 25 مليون دولار اضافية بعد مبلغ 97 مليون دولار الذي اقره عام 1998 في اطار "قانون تحرير العراق". ويأتي قرار ادارة كلينتون في الاسبوع الاخير من ولايته في وقت تتزايد الانتقادات لتجاهل الادارة موضوع العراق، ما ادى الى ضعف الحصار المفروض عليه، وغياب مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة. ونسبت الصحيفة الى مستشار الامن القومي الاميركي ساندي بيرغر قوله: "اذا كان صدام سيذهب مثل سلوبودان ميلوشيفيتش فإن ذلك سيحصل من داخل". واضاف انه في الوقت الذي تستطيع المعارضة لعب دور في ذلك، لا يرى اي دولة محيطة بالعراق تؤمن بأن ذلك قابل للتطبيق، وان المعارضة تمثل تهديداً جدياً لصدام بهذه الطريقة. ولفتت الصحيفة الى ان خطة صرف المساعدات التي اقرتها الادارة، صيغت بالتعاون مع "المؤتمر الوطني العراقي" الذي سيوزع مساعدات في شمال العراق وجنوبه. وستبث المعارضة العراقية برامج عبر الاقمار الاصطناعية، وتوزع صحيفة اسبوعية كجزء من حملة دعائية تهدف الى زعزعة النظام. ولا توضح الخطة كيفية حماية فرق توزيع المساعدات، وهل الولاياتالمتحدة مستعدة لتأمين الحماية لهذه الفرق لتفادي تكرار ما حصل عام 1996 حين اجتاحت القوات العراقية النظامية مناطق الشمال، وطردت قوات المعارضة التابعة للمؤتمر. في غضون ذلك جددت بغداد أمس اتهامها واشنطن بالسعي الى "افتعال مشكلة" مع العراق من خلال إثارة قضية الطيار الأميركي مايكل سبايشر الذي اسقطت طائرته فوق هذا البلد عام 1991. واعلنت عن عملية بحث لكشف مصير الطيار نفذت عام 1995 بمشاركة فريق أميركي، وبلغت نفقاتها "70 ألف دولار لم تسدد بعد، على رغم مطالبة العراق" بها. جاء ذلك على لسان ناطق باسم وزارة الخارجية العراقية تساءل "إذا كان الطيار موجوداً فلماذا لم تطالب به الولاياتالمتحدة؟". وأكد مجدداً ان "ما رددته السلطات الأميركية وفي مقدمها الرئيس بيل كلينتون في شأن الطيار أكذوبة جديدة لافتعال مشكلة مع العراق، واتهام عدواني بمسعى مكشوف لتزييف الحقائق لأسباب سياسية". وأشار الناطق الى أن بغداد "أعادت بداية آذار مارس 1991 سبعة آلاف و22 شخصاً من جنسيات مختلفة، وكان بينهم جميع الأسرى الأميركيين". وزاد ان عملية البحث عن الطيار الأميركي نهاية 1995 شارك فيها فريق أميركي وخبراء وفنيون عراقيون وممثلون عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأوضح ان "المهمة استغرقت اسبوعاً وأسفرت عن العثور على بدلة الطيار دون رفاته، كما عثر على أجزاء من الشواهد في موقع الحطام التي قادت الفريق الأميركي الى اقتناع بمقتل الطيار". وكانت البحرية الأميركية غيّرت وضع الطيار سبايشر من "قتل في العمليات" الى "فقد في العمليات"، بسبب ما اعتبرته أدلة تشير الى نجاته بعد سقوط طائرته.