القرار الذي أصدرته اخيراً وزارة التربية العراقية والقاضي باستيفاء رسوم من جميع تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، أنهى مجانية التعليم المطبقة في العراق منذ ثلاثين عاماً. ونقلت صحيفة "صوت الطلبة" الاسبوعية ان الرسوم الواجب تسديدها للمدارس تتفاوت بين الفين و25 الف دينار عن التلميذ اي بين 1 و12 دولاراً، بحسب المراحل الدراسية اعتباراً من العام الدراسي الجديد. اما صحيفة "نبض الشباب" فقالت ان الرسم يتراوح بين 20 و60 الف دينار بحسب المستوى الاجتماعي لأهل الطالب. ففئة الاغنياء والملاكين يدفعون الاقساط المرتفعة، ثم تتدنى الاقساط بحسب الدخول. وقال مصدر عراقي ان هذه المبالغ ستشكل نوعاً من تحويل للعملية التربوية يقوم به المواطنون في ظل الحظر الدولي. وتساءل مراقبون عن نتائج هذا القرار، خصوصاً ان متوسط دخل الفرد العراقي سنوياً يتفاوت بين 60 و65 الف دينار اي ان الاقساط المدرسية للتلميذ الواحد ستبلغ نحو 50 في المئة من متوسط دخل العائلة. يذكر ان من نتائج الأزمة في العراق في المستوى التربوي نزفاً حاداً من المدارس والجامعات التي يبلغ عدد طلابها اليوم نحو 4 ملايين. وأشارت دراسات عدة الى ارتفاع معدل رسوب الطلاب الى نسبة 71 في المئة بسبب اضطرار الطلاب الى مغادرة صفوفهم المدرسية بهدف العمل لمساعدة عائلاتهم. وذكرت هذه الدراسات ان عدداً من هؤلاء الطلاب يخرجون من صفوفهم للتسول.