اعتبر مصدر رفيع المستوى في منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك ان رفع انتاج المنظمة خلال مؤتمرها المقبل في فيينا في 10 أيلول سبتمبر الجاري بمعدل مليون برميل في اليوم، سيكون كافياً لتهدئة الأسواق ولجم ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 31 دولاراً للبرميل. وأوضح ان ذلك المعدل يتضمن الزيادة التي اعتمدتها السعودية في انتاجها النفطي الشهر الماضي، والبالغة 300 ألف برميل في اليوم، ما يعني ان على "أوبك" ان تتخذ خلال مؤتمرها قراراً برفع انتاجها بمعدل 700 ألف برميل اضافي. وأعرب رئيس المنظمة وزير النفط الفنزويلي علي رودريغز بعد لقائه في أوسلو أمس نظيره النروجي أولاف اكسلسن، عن ثقته بأن "أوبك" ستزيد انتاجها خلال مؤتمر فيينا. في الوقت ذاته شهدت فرنسا حركة احتجاج على ارتفاع أسعار الوقود شملت كل مقاطعاتها، وشارك فيها ألفان من سائقي الشاحنات الذين عملوا على محاصرة 70 مصفاة في تحرك حظي بتأييد نقابات سائقي سيارات الاجرة. وحاصر سائقو الشاحنات والمزارعون مستودعات وقود ومصافي نفط في كل أنحاء فرنسا، باستثناء باريس التي سارع سكانها الى المحطات للتزود بالوقود، تحسباً لأي نقص في حال استمر الاحتجاج. وكان رئيس الحكومة ليونيل جوسبان وعد نهاية الاسبوع الماضي، خلال زيارته ستراسبورغ، بمطالبة دول "اوبك" بالعمل لخفض أسعار النفط، مؤكداً ان حكومته ليست مسؤولة عن ارتفاعها. ويتوقع ان يتطرق الرئيس الأميركي بيل كلينتون الى هذا الموضوع خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في نيويورك، على هامش قمة الألفية. وكانت "أوبك" عملت في مؤتمرها الاستثنائي في 21 حزيران يونيو الماضي، لرفع سقف انتاج عشر من دولها الأعضاء الى 25.40 مليون برميل في اليوم، مع بقاء العراق خارج الاتفاق. ووصل انتاج النفط العراقي الى 3.1 مليون برميل يومياً، لكن رفع "اوبك" انتاجها لم يكن كافياً فواصلت الأسعار ارتفاعها لتتجاوز 30 دولاراً للبرميل. وقالت مصادر مطلعة ان هذا الارتفاع ليس ناجماً عن نقص في العرض، بل هناك في الأسواق ما يكفي من النفط، لكن المشكلة هي في المشتقات البترولية، والمصافي الأميركية التي لا تريد شراء النفط بتلك الأسعار وتخزينه. وذكرت المصادر ان الطلب على المشتقات يزداد في وقت تحتاج هذه المصافي الى مهلة اضافية لانتاج مزيد من هذه المشتقات، كونها لا تخزن النفط الخام. وتوقع مصدر رفيع المستوى في "أوبك" ان تكون السعودية مصدر معظم الزيادة في الانتاج، اذ انها البلد الوحيد الذي يملك الآن طاقة انتاجية تصميمية اضافية. وتفيد تقديرات الشركات النفطية العالمية ان الكويت، التي تملك طاقة انتاجية تصميمية فائضة تواجه الآن صعوبات تقنية في عملياتها الاستخراجية في بعض الحقول، وان فنزويلا عانت أيضاً صعوبات في استغلال كامل حصتها الانتاجية، فيما تملك الامارات طاقة انتاجية اضافية تناهز 150 ألف برميل في اليوم. ورأى مصدر ان زيادة انتاج "اوبك" مليون برميل في اليوم، ضمنها الزيادة التي اعتمدتها السعودية الشهر الماضي، قد يساهم في تهدئة الأسواق.