يبدأ وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في فيينا اليوم اجتماعاً مهماً لاتخاذ قرار في شأن زيادة الانتاج لخفض الاسعار التي سجلت اواخر الاسبوع الماضي مستوى قياسياً جديداً للسنة الجارية تجاوز 35 دولاراً للبرميل. ويأتي اجتماع اليوم في الذكرى الاربعين لولادة المنظمة في بغداد في العاشر من أيلول سبتمبر عام 1960، وفي الوقت الذي تشهد الاسواق نقصاً حاداً في الامدادات ادى الى اضرابات في عدد من الدول احتجاجاً على ارتفاع اسعار الوقود. راجع ص9 وفي ضوء هذه الظروف، قال مسؤول رفيع في "أوبك" ل"الحياة": "آن الاوان لكي تفتح الدول المستهلكة حواراً حقيقياً معنا، فهم يريدون ان نرفع انتاجنا ونحن نقول لهم خفضوا الضرائب على البنزين". وأشار المسؤول الى ان 80 في المئة من سعر البنزين في بريطانيا تمثل ضرائب تفرضها الحكومة و70 في المئة من السعر في فرنسا ضرائب. وتوقع ان تقرر "أوبك" رفع انتاجها بأكثر من 500 الف برميل يومياً، مشيراً الى ان عدم وجود نقص في العرض النفطي، لكن المضاربات ومستويات المخزون العالمي أدت الى ارتفاع الاسعار على هذا الشكل. وكانت السعودية رفعت انتاجها في الشهر الماضي 300 الف برميل يومياً وأضافت الى هذه الكمية في الشهر الجاري نحو 250 الف برميل يومياً بهدف خفض الاسعار. واذا قررت "أوبك" زيادة انتاجها بما يزيد على 500 ألف برميل يومياً ستفوق الزيادة التي ستصل الى الاسواق، عند احتساب الزيادة السعودية، نحو مليون برميل يومياً منذ اجتماع المنظمة الاخير في فيينا في حزيران يونيو الماضي. وتوقع المسؤول أن تأتي الزيادة في الانتاج هذه المرة من عدد من الدول في المنظمة التي لديها طاقة انتاج اضافية وفي طليعتها السعودية التي تملك طاقة انتاجية اضافية مقدارها مليون برميل في اليوم والكويت 200 الف برميل والجزائر 100 الف برميل وعدد من الدول التي تملك طاقة انتاجية اضافية صغيرة. وعلى صعيد آخر اكد المسؤول ان موضوع اختيار أمين عام جديد ل"أوبك" خلفاً لريلوانو لقمان الذي تنتهي ولايته في كانون الاول ديسمبر المقبل هو في جدول أعمال المنظمة. ويذكر ان السعودية رشحت ممثلها لدى المنظمة الدكتور سليمان الحربش وايران ممثلها قاظمبور اردبيلي في حين رشح العراق الدكتور عبدالأمير الانباري وهو السفير العراقي السابق لدى الاممالمتحدة ولندن. وعلمت "الحياة" ان الدول الثلاث تتمسك كل منها بمرشحها. وتتوقع أوساط "أوبك" ان تحل القضية في قمة زعماء المنظمة التي ستعقد في 26 الجاري في كاراكاس، علماً ان الدول الاعضاء ستناقش الموضوع في اجتماع فيينا اليوم. واستقبل وزير النفط السعودي علي النعيمي في فيينا أمس وزير النفط الروسي الكسندر غاقرين الذي صرح بأن بلاده تؤيد أسعار نفط متوازنة وغير مرتفعة، لكنها لا تملك القدرة على التأثير في الأسواق نظراً لأنها لا تملك طاقة انتاجية اضافية تسمح برفع صادراتها، مشيراً الى انه حضر الى فيينا بصورة مراقب. وقال متحدث باسم "أوبك" أمس ان المنظمة تتوقع ان يبدأ اجتماعها الرسمي بين الثانية والثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي 12 و13 بتوقيت غرينتش. ووصل أمس جميع وزراء النفط الذين سيحضرون الاجتماع الى العاصمة النمسوية، كما وصل عدد من وزراء نفط دول منتجة من خارج "أوبك" وعدد كبير من المسؤولين في صناعة النفط الدولية.