أعلن وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية السيد يوسف بن علوي بن عبدالله ان القمة العربية الشاملة ستعقد بداية عام 2001، بعدما أقرت لجنة خماسية شكلها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الذي عقد في القاهرة امس، آلية الانعقاد الدوري للقمة. وأقر المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية بياناً ختامياً وآخر باسم "بيان القدس" شدد على ان "مدينة القدس هي لب الصراع ومفتاح السلام في المنطقة، واي حل لا يأخذ قضية القدس في الاعتبار لن يكتب له النجاح". ووجه نداء الى الدول للامتناع عن نقل سفاراتها الى هذه المدينة، علماً ان الرئيس بيل كلينتون كان أكد انه يدرس نقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس بحلول نهاية السنة. راجع ص2. وعلمت "الحياة" أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا على أن توجه مصر الدعوة اليهم للاجتماع في القاهرة خلال تشرين الاول اكتوبر المقبل للتحضير لأول قمة عربية دورية. وكانت اللجنة الخماسية التي ضمت وزراء خارجية مصر وسورية واليمن وسلطنة عمان وتونس بالاضافة الى الامين العام للجامعة اقرت ليل أول من أمس في القاهرة آلية الانعقاد الدوري للقمة. ووافق المجلس الوزاري للجامعة في "دورة القدس" على تقرير اللجنة الخماسية الذي أوصى بإدراج القمة في ملحق يضاف الى ميثاق الجامعة، وينص على عقد القمة في آذار مارس من كل سنة في دولة المقر إلا في حالات استثنائية على أن ترأس مصر القمة الاولى في ظل الآلية يليها المغرب ثم بقية الدول بحسب الترتيب الابجدي. ووصف الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد إقرار هذه الآلية بأنه خطوة تاريخية"، مشيراً الى أن قاعدة التصويت في القمة بحسب المادة السابعة من الملحق ستكون ب "توافق الآراء". وصرح رئيس اللجنة الخماسية وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية السيد يوسف بن علوي بأن "الاصل هو العمل بين القادة العرب في إطار توافق الآراء مما يعني أن الجميع سيعمل في إطار سياسة عربية لمصلحة الامة الواحدة". ووصف مناقشات اللجنة بأنها كانت "ايجابية جداً انتهت الى اقتراحات بحثت في خمسة اجتماعات". وتأتي القمة الدورية الاولى بعد 12 قمة عربية وست قمم طارئة. وتحدث في افتتاح المجلس الوزاري للجامعة امس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مؤكداً التزامه طريق السلام الى نهايته. لكنه شدد على انه لن يقبل "التسوية بأي ثمن ولا المقامرة ولا المغامرة ولا التفريط". وقال ان جهوده تستهدف اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فيما لفت بن علوي الى ان "السلام لا يمكن ان يستقيم في المنطقة في ظل سيطرة اسرائيل على القدس أو تنازل الدول العربية عنها". وغادر القاهرة بعد جلسة الافتتاح كل من عرفات ووزيري الخارجية السوري فاروق الشرع والاماراتي راشد بن عبدالله النعيمي. وكانت محاولات جرت لتطويق التوتر بين الجامعة وبغداد وأعرب عبدالمجيد الذي التقى وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف عن أمله بأن تسير العلاقات الى الافضل، فيما قدمت قطر اقتراحاتها للتهدئة مع العراق. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية السيد أحمد بن عبدالله آل محمود بعد اجتماعه مع عبدالمجيد انه قدم أفكاراً يأمل بأن تكون "مفيدة". واصدر المجلس الوزاري "بيان القدس" الذي شدد على السيادة الفلسطينية على القدس الشريف باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة. ودعا الى "التصدي لكل المحاولات الاسرائيلية لتهويد المدينة وتغيير طبيعتها الجغرافية والسكانية" باعتبارها "اجراءات باطلة ولاغية طبقاً لقرارات الشرعية الدولية". أما البيان الختامي للمجلس فتضمن دعم "كل اشكال نضال الشعب الفلسطيني وتقدير صموده على أرضه" وأكد حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفض التوطين، وندد باستمرار اسرائيل في سياستها الاستيطانية وإقامة مستعمرات جديدة. ورفض البيان اضافة نجمة داوود الى شعار اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وهدد بمقاطعة شركة الوجبات السريعة "بيرغر كينغ" لفتح فرع لها في مستوطنة "معاليه ادوميم"، في حال إصرارها على التمسك بالفرع. ورفض البيان كل ما اتخذته اسرائيل من اجراءات تهدف الى "تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديموغرافي للجولان"، مجدداً تأييده مطالبة سورية باستعادة كامل الجولان، وتضامنه مع لبنان في وجه الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية. ودعا اسرائيل الى الانسحاب من مزارع شبعا و"اطلاق الرهائن والمعتقلين اللبنانيين"، وحض ايران على انهاء احتلالها الجزر الاماراتية.