أكد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح قمة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في كراكاس ان بلاده راغبة ومستعدة لعرض الكميات اللازمة من النفط لاشاعة الاستقرار في الاسواق العالمية. ودعا الأمير عبدالله الدول المستهلكة للنفط الى المشاركة في "التضحية" عن طريق خفض الضرائب التي تفرضها على الوقود. راجع ص11 وأعرب ولي العهد السعودي عن القلق من "ان الزيادة الحالية في اسعار النفط لو استمرت بشكل دائم فقد يكون لها اثر سلبي في الاقتصاد العالمي وفرص النمو الاقتصادي". وشدد في كلمته على استقرار أسعار النفط، داعياً الى تدعيم العلاقة بين الدول الأعضاء في "أوبك" مع الدول المصدرة للنفط من خارج "أوبك"، وإلى أن تكون المنظمة مظلة للجميع، ولافتاً الى "أهمية ان نفتح أبواب أوبك لاستقبال اعضاء جدد". كما دعا الى "تطوير علاقاتنا مع الدول المستهلكة ضمن اطار الحوار والتفاهم والمصالح المتبادلة". وزاد: "اننا في المملكة كنا ولا نزال دعاة حوار شرط ان يراعي كل طرف احتياجات وظروف الطرف الآخر". وأكد أهمية مخاطبة الرأي العام العالمي "لتصحيح الانطباع الخاطئ عن منظمتنا" التي يجري تحميلها مسؤولية الإضرار بالاقتصاد العالمي. وقال ان السعودية التي أبدت عدم رضاها عن هبوط الأسعار قبل عامين تبدي اليوم عدم رضاها عن ارتفاع الأسعار الذي قد يؤثر سلباً في دور النفط عالمياً "ولهذا سعينا منذ بداية العام الحالي الى توفير الامدادات اللازمة لتوازن السوق". وقال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إن "أوبك" لن تمنع امداداتها النفطية عن اي جهة تحتاجها ولكنها تريد سعراً عادلاً يعكس اهمية النفط للاقتصاد العالمي. وأضاف في كلمته الافتتاحية امام قمة زعماء "أوبك" التي استمرت يومين ان الارتفاع الكبير في اسعار النفط منذ عام 1999 انعش القوة الاقتصادية للمنظمة، مشيراً الى انه خلال العشرين شهراً الماضية "ولدت أوبك من جديد". ولفت إلى ان رئيس "بلد كبير" اتصل به مبدياً قلقه من تصاعد الأسعار وأنه شافيز اجابه: "لماذا لا تكون قلقاً إزاء الديون المتراكمة على بلداننا؟"، وقارن شافيز بين سعر برميل النفط وبرميل الكوكاكولا الذي بلغت قيمته 78.8 دولار، فيما بلغ سعر برميل صلصة تاباسكو حوالى 2500 دولار. وشدد على أن "علينا أن لا نسمح لأحد بأن يوجه إلينا الاتهام، لأن المتهمين في مكان آخر من العالم". ودعا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الى اجراء حوار بين "أوبك" ومجموعة الثماني التي تضم الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا، والى تضامن فاعل للمنظمة مع الدول الاكثر فقراً. وأشار بوتفليقة الى رغبة "أوبك" في "التجاوب بشكل مناسب ومرض مع طلبات الدول المستهلكة للنفط مع السهر على استقرار الاسعار". وتسعى دول "أوبك" الى تحقيق سعر عادل للنفط خصوصاً بعد انهيار الاسعار قبل نحو عامين الى عشرة دولارات للبرميل الخام "برنت". وتراجعت اسعار النفط أمس متأثرة بتصريحات ولي العهد السعودي، وسجل خام القياس البريطاني للعقود الآجلة تسليم تشرين الثاني نوفمبر في بورصة النفط الدولية في لندن أمس 30.20 دولار للبرميل مقابل 30.54 دولار أواخر التعامل أول من أمس. واعلن وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز، الرئيس الحالي ل "اوبك"، في مؤتمر صحافي ان المنظمة ستخفض انتاجها في الربع الثاني من العام 2001 في حال تراجع اسعار النفط. وقال: "لقد توصلنا الى اتفاق يقضي بانه اذا ما تراجعت الاسعار الى ما دون 22 دولاراً للبرميل، فإن اوبك ستخفض انتاجها بالتأكيد"، موضحاً ان حصول فائض في العرض "قد يؤدي الى تراجع كبير في الاسعار خلال الربع الثاني". وأكد وزير الخارجية السعودي رئيس المجلس الأعلى للبترول الأمير سعود الفيصل في تصريح إلى "الحياة" أن "أوبك ليست مسؤولة عن تدهور الاقتصاد العالمي بسبب أسعار النفط". ووافق الرئيس الفنزويلي في قوله إن المنتجات الأخرى تستمر في الارتفاع، فيما يبقى السعر الحقيقي للنفط أقل مما كان، لكنه أضاف: "هذا لا يعني ان دول أوبك غير منشغلة بالارتفاع الحاد للأسعار، بل على العكس اتخذت الاجراءات الكفيلة بإحداث توازن في أوضاع السوق، وهو ما أظهر التناقض بين هذه الاجراءات واتهام أوبك بما ليس من مسؤوليتها، أوبك مهتمة بتوازن السوق". الى ذلك اعلن وزير الخارجية الفنزويلي خوسي فيسينتي رانغل ان الرئيس الفنزويلي بحث في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان في امكان عقد اجتماع غير رسمي بين "أوبك" والاتحاد الاوروبي. لكنه اكد انه لم يتم الاتفاق على أي موعد لعقد الاجتماع. كما طلب شافيز من نظرائه في دول "أوبك" درس امكان اقامة حوار غير رسمي على مستوى الرؤساء مع الدول الصناعية الكبرى. وأكد انه سيجري مشاورات مع رؤساء الدول والحكومات في كراكاس لاتخاذ موقف في هذا الصدد. وكانت باريس اقترحت عقد لقاء غير رسمي مع الولاياتالمتحدة ووزراء مال بعض الدول المنتجة والدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، لكن واشنطن رفضت هذا الاقتراح. وقال نائب وزير الخارجية الفنزويلي خورخي فاليرو ان قمة "اوبك" رفضت طلب العراق مناقشة رفع الحظر المفروض عليه "لأنه موضوع تنقسم حوله مواقف الدول الاعضاء.