كشفت مفاجأة تعيين وزير النفط الفنزويلي علي رودريغز أميناً عاماً لمنظمة "أوبك"، مناورة إيرانية عطلت اختيار السعودي سليمان الحربش للمنصب، علماً أنه كان المرشح الأوفر حظاً. وكانت إيران أصرّت باستمرار على ترشيحها مستشار وزير النفط كاظم بور أردبيلي للأمانة العامة، ووضعت شرطاً أساسياً للموافقة على تولي المرشح السعودي هذا المنصب، هو أن يخلفه مرشحها في ختام السنوات الثلاث التي تستغرقها مهمته. لكن السعودية رفضت هذا الشرط، مما حال دون توصل المنظمة إلى حل لهذه القضية. وفي الجلسة المغلقة التي عقدها وزراء "أوبك" الأحد اختير رودريغز للأمانة العامة بسرعة عجيبة فور اعلان ترشيحه. ولوحظ أن وزير النفط الإيراني بيجان زنغنه سحب الشرط الذي كان يفرضه، ولم يضع أي شرط لاختيار رودريغز، مما جعل المراقبين يؤكدون أن إيران أرادت إبعاد السعودية عن الأمانة. وقال أردبيلي ل"الحياة" إن اتفاقاً في هذا الشأن تم منذ القمة التي عقدتها "أوبك" في فنزويلا، إذ تناول الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الموضوع مع نظيره الإيراني محمد خاتمي. إلا أن معلومات ل "الحياة" أشارت إلى أن شافيز اتصل بقادة دول "أوبك" قبل اجتماع فيينا لإقناعهم باختيار رودريغز، وان هذا الأمر لم يحسم في قمة كاراكاس. إلى ذلك، بقيت أسعار النفط أمس مرتفعة، وبلغ سعر البرميل 18.32 دولار في لندن بعد انتهاء مؤتمر "أوبك" الذي لم يجر أي تعديل جديد في مستوى الانتاج. وقال رودريغز، بصفته رئيساً للمنظمة، إن هناك عوامل عدة، وليس فقط التوازن بين العرض والطلب، تدفع بالأسعار إلى هذه المستويات، منها الضرائب على المحروقات في الاتحاد الأوروبي التي ارتفعت إلى ما يعادل 40 دولاراً للبرميل بين عامي 1980 و1999. ورأى ان "أوبك" قامت بواجبها من أجل استقرار السوق، وان ارتفاع الأسعار اليوم ليس مرتبطاً بالعرض النفطي. وقال رئيس الشركة الليبية للنفط عبدالكريم أحمد الذي رأس وفد بلاده إلى اجتماع فيينا، ل"الحياة" إن في السوق ما يكفي من العرض، وان سبب ارتفاع الأسعار حالياً هو الضرائب التي تفرضها الدول المستهلكة. وهناك اجماع بين دول "أوبك" على أن السوق النفطية لا تحتاج إلى المزيد من الانتاج النفطي، وان الارتفاع الحالي للأسعار لا مبرر له من ناحية الامدادات النفطية.