بدأ الأسلوب الجديد للمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جورج بوش يجني ثماره لدى الناخبين. وتركز هذا الأسلوب على ايصال الرسالة مباشرة الى الناس وتركيز طروحاته وبرامجه الانتخابية، ما مكن بوش من وقف تقدم خصمه الديموقراطي آل غور في استطلاعات الرأي العام. وبعد الارتباك الذي أصاب حملة بوش الانتخابية غداة المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي وصعود شعبية آل غور، بدا وكأن بوش استطاع ان يوقف مد الديموقراطيين وأن يعيد المعركة الانتخابية الى التوازن. واظهر استطلاع للرأي العام أجرته شبكة "سي ان ان" التلفزيونية بالتعاون مع صحيفة "يو اس اي - توداي" في الفترة ما بين 23 و25 الشهر الجاري، تقدماً بسيطاً لبوش للمرة الأولى منذ أسابيع. ولكنه تقدم يبقي الصراع داخل منطقة التعادل الاحصائي. وحصل بوش على 46 في المئة من أصوات الذين شملهم الاستطلاع، في مقابل 44 في المئة لغور. وكان المسؤولون عن حملة بوش الانتخابية توقعوا ان يتحسن موقع مرشحهم في الاستطلاعات بعد حملة انتخابية ركز فيها على شرح برنامجه بشكل أثار ارتياحاً لدى الطبقات المتوسطة، من خلال استعمال أسلوب الخطاب المباشر مع الناخبين في المهرجانات. وسجل المراقبون قبولاً من الناخبين لمصلحة بوش، خصوصاً في البرامج التلفزيونية الشعبية التي لجأ اليها أخيراً لاعطاء صورة محببة عنه للاميركيين. وترك ظهور بوش الأسبوع الماضي في برنامج "اوبرا" الشهير مع مقدمته اوبرا وينفري انطباعاً جيداً لدى الرأي العام، خصوصاً حين عمد الى تقبيل المقدمة أثناء البرنامج. والظاهر ان بوش يريد ان يصور نفسه أقرب الناس من خصمه آل غور الذي يجمع مؤيدوه أنه "جامد" ويرى خصومه أنه "ثقيل الدم". ويعتبر المراقبون ان ظهور بوش كضحية للتأييد الذي تمتع به غور في وسائل الاعلام الليبرالية، خلق نوعاً من العطف عليه. وأعطى بوش قراءة مختلفة لتراجعه في الاستطلاعات أخيراً، فهو يعتقد ان مجرد قدرته على البقاء قريباً من غور في الاستطلاعات على رغم ان الأخير نائب للرئيس فيما الوضع الاقتصادي جيد، يعتبر دليلاً على قدرته في الفوز. وظهر بوش خلال أسبوع في ثلاث برامج تلفزيونية آخرها أمس مع لاري كينغ على شاشة "سي ان ان". وقدرة المرشح على رفع رصيده الشعبي من خلال البرامج التلفزيونية يعطي دليلاً واضحاً على أهمية المناظرات التلفزيونية في رسم موقف الناخب الأميركي. ومن جهته اتجه آل غور لمخاطبة جيل الشباب من خلال ظهوره على محطة "ام تي في" الموسيقية التي كان لها دور كبير في حشد دعم الشباب والجيل الصاعد لصالح الرئيس بيل كلينتون.